حل قوات الحشد الشعبی هو وهم أمریکی؛ وسوف تظل المعقل العراقی سلیما.

أعلن ممثل الأمين العام لحركة نبلاء العراق في إيران، في إشارة إلى بعض الشائعات في الفضاء الإلكتروني، أن موضوع حل قوات الحشد الشعبي العراقي لا أساس له من الصحة وهو نتاج عقول الأميركيين الوهمية.

startNewsMessage1

وبحسب وكالة عاشوراء نيوز، نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، فإن أول مشروع قانون لإضفاء الشرعية على قوات الحشد الشعبي أقره مجلس النواب العراقي عام 2016. واقتصر هذا المشروع على الموافقة على طبيعة هذه القوة في شكل ثلاثة بنود، ولم يكن كافياً بأي حال من الأحوال لإثبات الوجود الكامل لقوات الحشد الشعبي ككيان رسمي وقانوني في الهيكل العسكري للبلاد.

وفي السنوات التي تلت ذلك، تزايدت الضغوط من جانب السفارة الأميركية وبعض المؤسسات الأجنبية لحل هذه القوة. وقد أدت المقاومة من جانب الحكومة العراقية والجماعات السياسية وجزء كبير من الجمهور الذي أراد لهذه القوة أن تظل مؤسسة مستقلة إلى عملية صياغة قانون شامل لقوات الحشد الشعبي بدءًا من عام 2019.

لقد تم تقديم العديد من المشاريع إلى البرلمان على مر السنين. تم صياغة مشروع القانون الأحدث والأكثر شمولاً وتقديمه إلى البرلمان في عام 2024. وقد تمت قراءة مشروع القانون المعني مرتين حتى الآن ومن المتوقع الموافقة عليه نهائيًا قريبًا بعد القراءة الثالثة.

ووفقاً لأحكام مشروع القانون المذكور، تعمل قوات الحشد الشعبي كمؤسسة مستقلة موازية لوزارة الداخلية العراقية ووزارة الدفاع، بحيث لا تستطيع أي دولة أجنبية التدخل في الشؤون الداخلية للعراق أو المطالبة بحله. ويشتمل هذا القانون على 18 مادة، ويهدف إلى تنظيم هيكلية قوات الحشد الشعبي، التي يبلغ تعدادها أكثر من 200 ألف مقاتل، تحت القيادة المباشرة لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات العراقية.

وبموجب هذا القانون، يكون لرئيس هيئة الحشد الشعبي منصب يعادل وزيراً أو ما يعادله، ويكون حاضراً في جميع اجتماعات المجلس الأعلى للأمن الوطني العراقي. كما سيتم تعريف القادة الكبار لهذه القوة بالرتبة العسكرية "فريق"، وسيُعرف القائد العام لقوات الحشد الشعبي أيضًا برتبة فريق.

كما سيتم إنشاء أكاديمية عسكرية ومدرسة ضباط لقوات الحشد الشعبي، والتي ستقوم بتدريب الضباط ومنح درجة البكالوريوس بمستوى يعادل الأكاديميات العسكرية في وزارتي الداخلية والدفاع.

اقترح فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، الخميس 11 نيسان/أبريل، إقرار قانون جديد بشأن قوات الحشد الشعبي، وسيتم التصويت عليه قريبا في مجلس النواب العراقي. وبحسب فالح الفياض، فإن القانون المذكور، المسمى "مجلس الحشد الشعبي"، لن يلغي قوات الحشد الشعبي، بل سيعمل على توحيدها والاعتراف بها ضمن الهيكلية العسكرية العراقية. ويتماشى هذا النهج أيضاً مع دور تعبئة القوات الشعبية في محاربة داعش والحفاظ على أمن العراق.

تشكل قوات الحشد الشعبي، بدعم شعبي وقيادات سياسية ودينية، عنصراً مكملاً للجيش العراقي. وبحسب القانون الجديد فإن المجموعة لا تزال برئاسة رئيس الوزراء العراقي. وتمارس هذه المنظمة دورها العسكري بالتنسيق مع الجيش، إلا أنها تتمتع باستقلال نسبي.

ويحل القانون الجديد لقوات الحشد الشعبي أيضًا قضايا حرجة بالنسبة للمجموعة، مثل التأمين والمعاشات التقاعدية، ويثبت مكانة المنظمة كجزء من هيكل الدفاع والأمن العراقي تحت إشراف رئيس الوزراء.

في حين انتشرت بسرعة شائعات حل هيئة الحشد الشعبي في الفضاء الإلكتروني وبعض وسائل الإعلام، إلا أن تصريحات رئيس هيئة الحشد الشعبي لم تذكر شيئاً عن حل هذه الهيئة أو انهيارها. وإنما أشار إلى قانون الخدمة والتقاعد الذي يصر قيادات هذه المنظمة على إقراره مع إجراء بعض الإصلاحات عليه، وقال إنه على وشك الإقرار.

 

قال ممثل الأمين العام لحركة علماء العراق في إيران، السيد عباس الموسوي، بشأن إقرار قانون الحشد الشعبي الجديد: "إن قوات الحشد الشعبي كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية". الحشد الشعبي هو الداعم الرئيسي لمحور المقاومة، ونهجه تجاه محور المقاومة لم ولن يتغير مع إقرار قانون "مجلس الحشد الشعبي".

وأضاف: "الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ومستقلة بإشراف رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية منذ تأسيسها وحتى اليوم". ومع صدور القانون الجديد، فإن الجماعة سوف تتمتع باستقلال نسبي، وسوف تستمر في الخضوع لإشراف رئيس الوزراء العراقي، وليس الجيش.

وأضاف ممثل الأمين العام للحركة النيابية العراقية في إيران، بشأن نفي شائعة حل الحشد الشعبي: "أنباء حل الحشد الشعبي كاذبة وعارية عن الصحة". قوات الحشد الشعبي، بمؤسساتها ونظامها الخاص، هي جزء من القوات المسلحة العراقية. وفي الواقع، أثبتت قوات الحشد الشعبي بخبرتها وحضورها الميداني أنها أقوى قوة عسكرية وأمنية قادرة على الوقوف في وجه أميركا وأتباعها مثل داعش.

وبحسب السيد عباس موسوي، فإن قوات الحشد الشعبي أحبطت الخطة الأمريكية الكبرى في العراق عام 2017. وتم تطهير تراب العراق من وصمة تنظيم داعش الإرهابي الأمريكي من خلال جهود مقاتلي هذه المجموعة. لقد أصبحت قوات الحشد الشعبي التي تشكلت من الشباب العراقي المتحمس، معقلاً للشعب العراقي، ولهذا السبب تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة على الحكومة العراقية لتهميش هذه المجموعة. أميركا عن طريق عملائها تنشر شائعات حول حل الحشد الشعبي لتحقيق أهدافها الفاشلة.

وختم مؤكدا: "لقد قلنا مرارا وتكرارا، انطلاقا من مسؤوليتنا وواجبنا الشرعي، إن المؤسسة التي تشكلت بفتوى جهاد الكفائي المرجعية لم ولن تحل أبدا". إن حل قوات الحشد الشعبي هو نتاج خيال ووهم العدو الأمريكي وأتباعه الأشرار.

 

 

ارسال تعليق