هل تعلم أن سيرة النبي تُروى كرواية تاريخية آسرة؟ يروي كتاب "ق" لياسين حجازي القصة الشيقة من ميلاد رسول الله إلى انتصاراته في ألف صفحة.
بحسب صحيفة عاشوراء نيوز، نقلاً عن وكالة أنباء فارس: "رأيتُ نوراً انفصل عني، فأضاء به العالم أجمع...". هذه رواية آمنة، والدة النبي، تلك اللحظة التي سجّلت ميلاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببراعة تفوق أي حدث تاريخي آخر. مشهدٌ يتجسد في كتاب ياسين حجازي "ق" ليس مجرد سرد تاريخي، بل صورة حية ومؤثرة أمام أعين القارئ. "ق" كتاب يروي حياة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، مشهداً تلو الآخر، بأسلوب تشويقي ودراماتيكي. ولإبداع هذا العمل، استعان ياسين حجازي بثلاثة نصوص فارسية قديمة: تفسير السربادي، وشرف النبي، وسيرة رسول الله. جمع الروايات المتفرقة، والتي كانت صعبة أحياناً، وأزال الهوامش، ليخرج نصاً متماسكاً وسهل القراءة. النتيجة كتابٌ يتجاوز ألف صفحة، سلسٌ وعذبٌ لدرجة أنك تشعر وكأنك تقرأ روايةً تاريخية. في "قاف"، تتجلى جميع اللحظات المهمة في حياة النبي: الطفولة واليتم، الرسالة والهجرة، الحروب ومعاهدات السلام، لحظات المعاناة ولحظات النصر. في هذا الكتاب، لا يُصوَّر النبي فقط كنبيٍّ مقدس، بل كإنسانٍ ذي مشاعر وتجارب ملموسة؛ يضحك، يبكي، يتخذ القرارات، يُصاب، ويتحدث إلى أصحابه. هذه الصورة للإنسان تُقرّب قارئ اليوم منه. أما الأمر الأكثر إثارةً للدهشة فهو لغة الكتاب. لم يقع حجازي في فخ النثر الثقيل والقديم، ولم يُحوّله إلى نثرٍ حديثٍ بلا روح؛ بل ابتكر لهجةً تحمل في طياتها عبير الأصالة ومتعة القراءة. هذا الاختيار جعل قراءة ألف صفحة من السرد لا تكون مملة، بل على العكس، كل صفحة تُجذب القارئ إليها.
أكثر من مجرد مرجع تاريخي، "ق" تجربة أدبية وثقافية؛ تمرين في إحياء النصوص القديمة وإعادة صياغتها بلغة اليوم. كتاب يُظهر أن رواية حياة نبي الرحمة لا تزال تُدهشنا إذا ما استمعنا إليها بلغة جديدة، بدلًا من أن ننأى بأنفسنا عن التاريخ.
في جزء من هذا الكتاب، نقرأ: تقول صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي: "وُلِدَ من أمه، فلا تقل لا". وبينما هو يُولد من أمه، خرّ ساجدًا لله. (وفي تلك الساعة التي سجد فيها لله، سجد لله كل من على وجه الأرض، من بهيمة وغير بدينة، طاعةً له). وجاء من أمه وقد شقّت سرته وغسلت. أردنا غسله، فسمعنا صوتًا يقول: "اغسلوه! أرسلناه مغسولًا صالحًا". كان يقول بلغة فصيحة: "لا إله إلا الله..." وسمعنا الملائكة تقول: "السلام عليك يا رسول الله!" أردت أن أرى إن كان ولدًا أم بنتًا، لكن نورًا أحاط به فلم يستطع أحد أن يرى عورته. وكان لا يزال في الظلام عندما انفصل عن أمه. حملته؛ فأضاء البيت كله، كما لو كان منتصف النهار! خفت وخرجت: أضاء العالم كله من شرقه إلى غربه! وسقط نداء في ملكوت السماوات والأرض السبع أن "النبي الهاشمي العربي الأمي قد ولد، خاتم الأنبياء!" يمكنك قراءة جزء من هذا الكتاب لياسين حجازي أدناه؛
ارسال تعليق