وقال مدير الحوزات العلمية في البلاد: "إن ميثاق علماء الدين لقائد الثورة يتوافق مع ميثاق علماء الدين للإمام الخميني وسيكون نقطة تحول في تطور المناقشات الحوزوية والدينية".
وذكرت وكالة أنباء عاشوراء نقلا عن مراسل وكالة مهر، أن مؤتمرا صحفيا حول المؤتمر الدولي بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحوزة العلمية في قم، انعقد اليوم الأحد 4 مايو/أيار، بحضور آية الله الأعرافي مدير الحوزات العلمية في أنحاء البلاد، ومديري ونواب الحوزات العلمية في البلاد، حيث شرحوا وجهات نظرهم حول عمل الحوزات العلمية في حديقة متحف مالك.
وأكد مدير الحوزات العلمية في البلاد على أهمية الحوزات العلمية كمؤسسة علمية وأخلاقية واجتماعية، وقال: للحوزات العلمية تاريخ عريق وطويل استطاعت من خلاله خدمة العلم والفكر والمجتمع على مر التاريخ. وأشار إلى السلسلة التي شكلتها الحوزات العلمية في إيران والعراق ودول أخرى، مبيناً أن هذه السلسلة عملت دائماً من أجل الحفاظ على هويتها العلمية والدينية.
وقد قسم آية الله الأعرافي الخصائص الرئيسية للحوزات العلمية إلى أربعة أقسام وقال: الخاصية الأولى هي طبيعة الحوزة العلمية. وفي العصر الذي لم تكن فيه المؤسستان الحوزة والجامعة منفصلتين عن بعضهما البعض، كانت جميع فروع العلم والمعرفة منتشرة في الحوزة، وهذا يدل على الغنى العلمي للحوزات.
وأضاف: "إن الصفة الثانية التي يجب مراعاتها هي الأخلاق والحكمة العملية". ويرى أن شيوخ المنطقة استطاعوا عبر التاريخ أن يكتسبوا مزايا كثيرة عن غيرهم بفضل اهتمامهم بالتقاليد الروحية والأخلاقية، ويعتبر ذلك من أهم ركائز هوية المنطقة.
وأشار مدير الحوزات أيضاً إلى البعد الشعبي للحوزة وقال: "الحوزة نشأت من الشعب وهي مع الشعب". وأكد أن المبادئ الإنسانية والإلهية التي تقوم عليها الحوزة العلمية تحافظ على العلاقة الوثيقة بين العلماء والشعب، وأن خدمة الشعب عنصر أساسي في الحوزة العلمية.
وتابع آية الله أعرافي قائلاً: إن السياسة الصحيحة والفكر الصحيح البعيد عن التطرف من السمات البارزة الأخرى للحوزة العلمية، وقد وقفت الحوزة العلمية دائماً حاملة لواء استقلال البلدان الإسلامية في مواجهة المؤامرات.
وفي معرض إشارته إلى تاريخ هذه المؤسسة، أكد أن الحوزة العلمية كانت دائما مع الشعب ولعبت دورا مهما في المواقف التاريخية الحرجة، مثل الثورة الإسلامية في إيران.
وأشار مدير الحوزات العلمية في البلاد إلى أهمية تاريخ تأسيس الحوزة العلمية في قم في القرن الحديث وقال: "لقد تأسست الحوزة العلمية في قم في أوقات صعبة وعصيبة".
وتابع أنه في أوائل القرن العشرين، عندما كانت إيران تتعرض لضغوط داخلية وخارجية، حاول آية الله حائري يزدي بحكمته إعادة تأسيس مؤسسة علمية عظيمة. ومن المهم جدًا أن تتشكل هذه المؤسسة في ظل ظروف تاريخية صعبة، وهذا يعكس عمق الرؤية والأهداف التي حددها مؤسسوها.
وأشار أيضاً إلى أن الحوزة العلمية في قم أنتجت خلال المائة عام الماضية فكراً سياسياً يرتكز على الإسلام، وبعبارة أخرى ساهمت في تشكيل الفكر والخطاب السياسي.
وقال مدير الحوزات العلمية في البلاد: "إن رائد هذه الفكرة كان الإمام الخميني (رحمه الله)، ومع أن شخصيات عظيمة مثل آية الله البروجردي وآية الله الحائري قد خطوا خطوات في هذا الاتجاه أيضاً، إلا أن الدور الرئيسي في تنفيذ هذه الفكرة كان للإمام الخميني".
وأكد آية الله الأعرافي على هذه النقطة قائلاً: إن نظرية وخطاب الثورة الإسلامية انبثقت من قلب قم وأصبحت مصدراً لتطورات تاريخية عظيمة في المنطقة والعالم. وأشار إلى أن علماء الحوزة العلمية في قم اتبعوا الديمقراطية الدينية كنموذج جديد للحكم، وتمكنوا من توسيع نطاق العلوم الإسلامية وإعطائها مزيداً من العمق والتطور.
- توسيع نطاق العلوم الإسلامية بما يتناسب مع احتياجات المجتمع.
وقال مدير الحوزات العلمية إن هدف عقد المؤتمر الدولي في الذكرى المئوية لإعادة تأسيس حوزة قم هو إظهار التطورات العلمية وتوسيع نطاق العلوم الإسلامية، مضيفاً: "حالياً تم تصميم شجرة المعرفة للحوزة مع أكثر من 16 مجالاً من المعرفة وأكثر من 400 تخصص مختلف ويتم تنفيذها". ومن السمات الأخرى التي تميزت بها العلوم الإسلامية في المائة سنة الأخيرة اتساع نطاقها بما يتناسب مع احتياجات المجتمع، بما في ذلك الفقه المعاصر وفروعه المختلفة، والفقه المقارن، والقانون والفقه المعاصر، والعلوم المحيطة بالفقه. لقد دخلنا أيضًا إلى آفاق جديدة في الفلسفة. وتعتبر العلاقة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفات الغربية أحد هذه المجالات الجديدة. وفي مجال القرآن الكريم شهد تفسير القرآن وعلومه تغيرات وتطورات وتقدما غير مسبوقة في العقود الأخيرة، وأصبح يُنظر في هذا المجال إلى التفسير المقارن والتفسير باللغات المختلفة.
واعتبر أن الهدف من عقد المؤتمر الدولي في الذكرى المئوية لإعادة تأسيس حوزة قم هو إظهار التطورات العلمية وتوسيع نطاق العلوم الإسلامية، مضيفا: "يتم حاليا تنفيذ شجرة المعرفة في الحوزة بتصميم أكثر من 16 مجالا معرفيا وأكثر من 400 تخصص مختلف". وهذا يدل على القدرات العلمية في هذا المجال واستعداده للاستجابة للاحتياجات الجديدة للمجتمع.
وتابع آية الله الأعرافي حديثه مشيراً إلى توسع نطاق العلوم الإسلامية بما يتناسب مع احتياجات العصر، وأشار على وجه الخصوص إلى منهجين مهمين في مجال الفقه: الفقه المعاصر والفقه المقارن، وهما من السمات الجديدة للحوزة العلمية. وأشار أيضاً إلى التطورات المتزايدة في الفلسفة الإسلامية وعلاقتها بالفلسفات الغربية.
وأشار مدير الحوزات إلى أن تطورات غير مسبوقة حدثت أيضاً في مجال تفسير القرآن وعلومه، واهتمت الحوزات بالممارسات الجديدة في التفسير المقارن والتفسير باللغات المختلفة. وأعرب عن تفاؤله بأن هذه التطورات ستساهم بشكل كبير في نمو وتطور العلوم في المعاهد العلمية.
وأكد آية الله الأعرافي أيضاً على توسع الحوزات العلمية للأخوات والتي تنمو وتتوسع بشكل ملحوظ، وقال: "لأول مرة منذ الثورة الإسلامية تم فتح أبواب العلوم الإسلامية أمام النساء". وتمثل هذه الأنشطة والتطورات فرصة عظيمة لإحداث رقي وتطور في أبعاد مختلفة من إيمان المرأة وأخلاقها في المجتمع.
وأوضح مدير الحوزات العلمية أن نحو 500 مركز أكاديمي للنساء تنشط في البلاد حاليا، ما يدل على تأثير الحوزة العلمية في قم خلال المائة عام الماضية. وقد حقق هذا المجال نجاحاً خاصاً في نشر المعرفة الإسلامية على مستوى العالم، في أكثر من 100 دولة، كما عمل على تعزيز الأفكار الإسلامية.
كلمة ورسالة أربعة علماء دين إلى مؤتمر إعادة تأسيس الحوزات العلمية
وتابع حديثه مشيراً إلى اهتمام القسم بالعلاقة مع الجامعة، مضيفاً: "القسم كان مهتماً بالعلاقة مع الجامعة منذ البداية". منذ بداية تأسيس جامعة طهران، وضع القادة في هذا المجال التفاعل مع هذه المؤسسة على جدول الأعمال. ووجود علماء مثل العلامة الطباطبائي والشهيد مطهري والشهيد مفتاح وغيرهم دليل على ذلك.
وأشار آية الله الأعرافي إلى أن "التراث الفكري في قم يقوم على الاعتماد على الشعب، وكان الشعب هو الداعم الرئيسي للحوزة ومؤسسة المعرفة الدينية، وقد شكل الإمام الثورة بالاعتماد على هذه القوة العظيمة".
وتابع: "في قسم الإنجازات في الحوزة العلمية تعاون أكثر من 300 باحث في جمع وإعداد مؤلفات آية الله حائري يزدي، وتم حتى الآن إعداد 25 مجلداً من مؤلفاته العلمية وسيتم الكشف عنها يوم المؤتمر".
وفي إشارة إلى المؤتمر الذي سيعقد يوم الأربعاء 7 مايو/أيار، قال مدير الحوزات العلمية في البلاد: "بالنسبة لهذا المؤتمر العلمي الكبير، فإننا ننتظر صدور ميثاق ورسالة مهمة من القيادة بشأن أداء الحوزات العلمية". يعقد هذا المؤتمر بحضور المرجعين الدينيين الكبيرين (آية الله جوادي آملي وآية الله سبحاني)، ورسالة من المرجعين الدينيين الكبيرين آية الله مكارم شيرازي وآية الله نوري همداني، وحضور ضيوف أجانب من بلدان مختلفة.
وفي ختام كلمته تحدث آية الله الأعرافي عن انعقاد مؤتمر دولي بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم، وقال: "نحن ننتظر صدور وثيقة قائد الثورة بشأن القضايا الحوزوية والتي سيتم الكشف عنها بالتزامن مع هذا المؤتمر". ويأتي هذا الميثاق متوافقاً مع ميثاق علماء الإمام الخميني (رض) وسيشكل نقطة تحول في تطور المناقشات الحوزوية والدينية.
وأشار أيضاً إلى مخاوف الحوزة العلمية بشأن الجامعة، مضيفاً أنه منذ تأسيس جامعة طهران، كانت الحوزة العلمية ملتزمة دائماً بالتفاعل مع هذه المؤسسة واتبعت نهجاً تعاونياً. ومن أمثلة هذا التفاعل وجود علماء مثل العلامة الطباطبائي والشهيد مطهري والشهيد مفتاح.
وأضاف مدير المعاهد الدينية في البلاد في الختام: "يجب أن ننظر إلى المستقبل وندرس النواقص والاحتياجات".
ودعا آية الله الأعرافي المجتمع العلمي والنخب إلى تقديم آرائهم ومقترحاتهم من أجل تطوير وتنمية الحوزة العلمية حتى يمكن التعامل بفعالية مع التطورات الجديدة والاحتياجات الواسعة للمجتمع.
ارسال تعليق