أبو ترابی فرد: احذروا من الکلام الذی یضر باللحمة الوطنیة

وقال خطيب الجمعة في طهران: "يجب أن نحرص على ألا تضر بعض التحليلات والكلمات المستخدمة في الفضاء الإعلامي في البلاد بهذا التماسك".

startNewsMessage1

وفقًا لموقع عاشوراء نيوز، نقلًا عن وكالة أنباء فارس، أشار حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسن أبو تراب فرد، في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها هذا الأسبوع في طهران، والتي أُقيمت في مصلى الإمام الخميني (رض) بحضور المصلين، إلى أيام عزيزة على الأمة الإسلامية، وقال: "في هذه الأيام، تتواجد الأمة الإسلامية، تلاميذ مدرسة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) الأطهار، في مدرسة عاشوراء المُلهمة والمُحيية". وأكد أن هذه المدرسة تأسست على تعاليم نقية، وأضاف: "مدرسةٌ شُكِّلت بوحي من حقائق القرآن الكريم النقية وتعاليم مدرسة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) الإنسانية، بهدف تغيير المجتمع البشري وبناء نظام سياسي على مستوى القرآن الكريم، والانطلاق نحو تحولات اجتماعية وسياسية كبرى". تابع إمام جمعة طهران المؤقت قائلاً: "إذا رأيتم العالم الإسلامي اليوم يواجه تحولاً روحياً وثورةً عظيمة، فذلك لأن الإمام العظيم، مؤسس الثورة الإسلامية، بصفته مصلحاً اجتماعياً، قد اتخذ هذه الخطوة مستلهماً من مدرسة عاشوراء، وسار شعب عاشوراء الإيراني، مستلهماً من مدرسة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، على هذا الدرب، ثم أحدث هذه الثورة العظيمة. لذلك، إذا رأيتم العالم الإسلامي، العراق ولبنان واليمن وسوريا وفلسطين وغزة، قد وقفوا دائماً شامخين أبطالاً في وجه جميع القوى العالمية المهيمنة، وحققوا انتصارات عظيمة للإسلام، فهذا هو الدرس الذي تعلموه من مدرسة عاشوراء". وأضاف قائلاً: "إن المصلح المعاصر العظيم، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الذي يقود اليوم هذه الحركة العظيمة في العالم الإسلامي، قد تعلم جميع كنوزه العلمية والسياسية والثقافية والاجتماعية من مدرسة عاشوراء.

إذا أخطأت إسرائيل مرة أخرى، فسوف يُسحق عمودها الفقري". قال أبو ترابي فرد: "يجب أن نسير على هذا الدرب بحزمٍ إلهي وخطواتٍ حثيثة". وقد سارت الأمة الإيرانية العظيمة على هذا الدرب خلال السنوات الثماني من الدفاع المقدس وفي الملحمة العظيمة التي صنعتها في حرب الاثني عشر يومًا المفروضة. وفي إشارة إلى دور مقاومة شعب غزة، أضاف: إن شعب غزة العظيم والغيور والشريف، الرجال الذين يقفون بشموخ في وجه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، هم طلاب مدرسة عاشوراء. وتابع إمام صلاة الجمعة في طهران: إن مأساة غزة الكبرى، والكارثة التي لا توصف التي حلت اليوم بهذه القطعة من روح وروح وحياة المجتمع الإسلامي، تحدث في ظل صمت مطبق ولامبالاة من الدول والمنظمات والمجتمعات الدولية. وقال: إن الرجال والنساء والأطفال الجائعين والعطشى في غزة، بحثًا عن الطعام، يفقدون أرواحهم بمشاركتهم في طوابير لا نهاية لها في الهجمات الوحشية للصهاينة. إن أزمة الجوع التي نشأت في غزة بمشاركة الولايات المتحدة قد مثّلت أفظع كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر. وأكد: إننا نشهد اليوم هذه الجريمة الكبرى ضد الإنسانية وأكثر المظلومين وشعبٌ صامدٌ عبر التاريخ. كما صرّح إمام جمعة طهران المؤقت قائلاً: نُجلّ ذكرى واسم العالم الديني والمناضل والمجاهد والثوري، آية الله طالقاني، رضي الله عنه؛ أول إمام جمعة في إيران الثورية والإسلامية، الذي جسّد الصلة بين الدين والسياسة، والأخلاق والروحانية، ونضالات المقاومة. وفي إشارة إلى سجل آية الله طالقاني النضالي، قال: لقد عانى لنحو عقدٍ من الزمان من سجونٍ مُرعبة بسبب نضالاته وأنشطته الثورية ضد الاستبداد الإمبراطوري والاستعمار والاستكبار العالمي، وظلّ شامخًا لا يكل في الدفاع عن الأمة الإيرانية العظيمة.

ثم تطرّق حجة الإسلام أبو تراب فرد إلى قضية أزمة المياه، قائلاً: تُعدّ أزمة المياه من المشكلات المُعقّدة ومتعددة الأبعاد في البلاد، ونتيجةً لاستمرار الجفاف، شهدنا للعام الخامس على التوالي انخفاضًا في هطول الأمطار في بلادنا بأكثر من 42% مقارنةً بمتوسط هطول الأمطار طويل الأمد حتى هذا التاريخ. في هذا الوقت من السنة المائية، شهدت البلاد نقصًا غير مسبوق في المياه خلال نصف القرن الماضي. وأضاف: أوصي مواطني طهران الأعزاء والبلاد بتوفير أكبر قدر ممكن من استهلاك المياه حتى نتمكن من قضاء هذه الأسابيع القليلة في حالة جيدة باتباع الإجراءات التي تليق بكم، أيها الشعب والمسؤولون المحترمون. وأكد: أن تجاوز استهلاك المواطنين للمياه في طهران ضعف معدل الاستهلاك الطبيعي لا يليق بهذه الأمة العظيمة، وأن هذا الاستهلاك غير المنتظم في جميع المجالات يُعد إحدى المشكلات الاجتماعية الأساسية في إدارتنا، والتي آمل أن نتغلب عليها بالإجراءات المناسبة ودعمكم. ثم أشار أبو ترابي فرد إلى حرب الاثني عشر يومًا المفروضة على النظام الصهيوني، وقال: "كانت حرب الاثني عشر يومًا تهدف إلى الانهيار الاجتماعي، وبدأت عملية إسقاط البلاد وتفككها. أصبحت هذه الحرب نقطة انطلاق للأمة الإيرانية العظيمة". وقال: "لقد سجل تألق إيران في الحرب ضد أمريكا والنظام الصهيوني سلالة جديدة من القوة الدفاعية والهجومية والتماسك الاجتماعي". وأكد: "لقد بدت إيران قوية وصامدة، و أنهت حرب الاثني عشر يومًا أسطورةَ ردع الكيان الصهيوني. صرّح إمام جمعة طهران المؤقت: كتبت مجلة الشرق الأوسط في تحليل لها أن إيران حطمت صورة إسرائيل التي لا تُقهر.

صرح قائلاً: "خلص الغرب خلال اثني عشر يومًا إلى خطأ حساباته، وأنه يجب عليه وقف الحرب مع إيران. جاء هذا القرار والمقترح في وقتٍ كان فيه حلف الناتو يدعم هذه العملية العدوانية دعمًا كاملًا إلى جانب الكيان الصهيوني". وقال أبو ترابي فرد: "أكدت حرب الاثني عشر يومًا مجددًا أن اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام الدولي هي لغة القوة". وأضاف: "يحتفل العالم اليوم بالأمة والقائد والقوات المسلحة التي وقفت في وجه قوتين نوويتين متهورتين بقوة وخذلتهما". وتابع: "لقد أصبحت نهضتكم الوطنية، أيها الشعب، نهضة للعالم الإسلامي، وقد وقف العالم الغربي والعربي وشعوب العالم الحر إجلالًا للأمة الإيرانية. لقد أصبحت إيران حياتنا، حياة الأمة الإسلامية، حياة أحرار العالم، حياة المقاتلين الشجعان في غزة ولبنان واليمن والعراق". صرّح حجة الإسلام أبو ترابي فرد قائلاً: "كان انتصار الشعب الإيراني العظيم مُلهمًا ومُبشرًا لجميع أحرار العالم". وأظهر استطلاع رأي لمستخدمي تويتر وفيسبوك الناطقين بالعربية أن 74% من الرأي العام في العالم العربي يدعم إيران في حربها ضد الكيان الصهيوني. وصرح إمام صلاة الجمعة المؤقت في طهران قائلاً: "تُشير النتائج إلى أن فضاء التواصل الاجتماعي الناطق بالعربية يشهد تضامنًا مع إيران، ويعتبر الكثير من المستخدمين عدوان النظام الصهيوني على الأمة الإيرانية عدوانًا على الأمة الإسلامية". وأضاف: "إن استراتيجية النظام الإسلامي المتمثلة في وضع إيران إلى جانب الدول الإسلامية في المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين وغزة، قد وضعت العالم الإسلامي إلى جانب الأمة الإيرانية، وجعلت المرشد الأعلى مرجعًا للشعب الإيراني والأمة الإسلامية". وأكد أبو ترابي فرد أنه يجب الحفاظ على هذه الوحدة وبذل الجهود لتعزيز أركانها، وأضاف: "بناءً على معلومات جُمعت من أكثر من 20 مصدرًا رسميًا عبريًا وعربيًا وغربيًا، فرضت حرب الـ 12 يومًا أحد أعقد التحديات الاستراتيجية على تل أبيب". وتابع إمام صلاة الجمعة في طهران: "تم استهداف العشرات من النقاط العسكرية والبحثية والاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك القواعد في رامات ديفيد وحيفا وديمونا وأشدود وبئر السبع". ووفقًا لتحليل أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، فقد كلفت تكلفة إطلاق الصواريخ والعمليات الجوية وتفعيل أنظمة الدفاع والخدمات اللوجستية النظام الصهيوني ما بين 15 و18 مليار دولار خلال حرب الـ 12 يومًا. وأكد: "إن تعطيل هذه القدرة وتآكلها يمثل ضربة مباشرة للردع الاستراتيجي لتل أبيب". في ظل الرقابة غير المسبوقة التي فرضتها وسائل الإعلام الرسمية الصهيونية، والتي نُفذت تحت إدارة وإشراف المؤسسات الأمنية للنظام، قُدِّرت الأضرار التي لحقت بالنظام الصهيوني بحوالي 30-35 مليار دولار. وصرح أبو ترابي فرد قائلاً: "إذا توافرت تقارير ومعلومات دقيقة، فهذا رقمٌ مُريع". وكتبت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أن القوة الصاروخية الإيرانية قد تركت إسرائيل بلا دفاع. ورغم أن المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد على أهبة الاستعداد لردٍّ ساحق على أي عدوان محتمل، يبدو أن النظام، الذي مُني بهزيمة نكراء أمام القوة العدوانية الإيرانية وتكبد تكاليف باهظة، قد أدرك جيدًا أنه إذا أخطأ في حساباته مرة أخرى، فسيُكسر العمود الفقري للاقتصاد والقوة العسكرية الصهيونية.

وأضاف إمام صلاة الجمعة في طهران: "أفادت وكالة "غولي زهال" الإعلامية الصهيونية أن إيران شنت عشرات الهجمات الإلكترونية على شركات تابعة للجيش الصهيوني خلال 12 يومًا، وعطلت سلسلة الإمدادات الدفاعية للنظام الإسرائيلي". ثم واصل أبو ترابي فرد خطبه بنظرة استراتيجية على الظروف الداخلية والإقليمية، مؤكدًا: في هذه الظروف الخاصة والحساسة، عندما تكون منطقة غرب آسيا على طريق تغييرات عميقة ومصيرية لصالح المنطقة والعالم الإسلامي، فإن النظرة الاستراتيجية الشاملة ومتعددة الأبعاد للظروف الداخلية للبلاد والأحداث الإقليمية والعالمية هي واجب وطني وضرورة حتمية لبناء مستقبل مستدام على مستويات أعلى من القوة. وأضاف: يجب أن نولي اهتمامًا خاصًا لهذه القضية. وفي إشارة إلى أسباب انتصار الأمة الإيرانية في حرب الاثني عشر يومًا، صرح إمام صلاة الجمعة المؤقت في طهران: إن أهم قضية تلعب دورًا مهمًا في شرح مسار الحركة والمهمة المركزية للأمة والحكومة هي تحليل ودراسة الأسباب الرئيسية لانتصار الأمة الإيرانية في حرب الاثني عشر يومًا. يجب أن نحدد هذه الأسباب ونسعى جاهدين لحماية وتعزيز أركانها. وخاطب القوى الثورية قائلاً: "أيها الإخوة والأخوات والقوى الثورية، عليكم أن تكونوا في الطليعة. هذه هي حاجتنا الملحة والعاجلة اليوم".

 

ارسال تعليق