التقدم: کان الشهید رئیسی یراعی دائمًا الکرامة واللیاقة فی التعامل مع الناس.

قال نائب رئيس حزب المطالفة: إن الشهيد آية الله رئيسي كان شخصية بسيطة ومتواضعة ومتسامحة وصريحة في القضايا الدينية والثورية. لقد حافظ دائمًا على الكرامة واللياقة في تعاملاته مع الناس.

startNewsMessage1

وبحسب ما نقلت وكالة أنباء عاشوراء عن وكالة مهر للأنباء، ربما نادراً ما تهتم وسائل الإعلام بالأبعاد الشخصية للشخصيات السياسية خلال حياتهم. وهذا في حد ذاته إغفال كبير. والآن، بعد استشهاد آية الله السيد إبراهيم رئيسي، رئيس الشعب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعربت شخصيات سياسية وثقافية مختلفة في البلاد عن ذكرياتها وصفاتها الشخصية والإدارية.

حميد رضا طارقي، الشخصية السياسية ونائب رئيس حزب التحالف الإسلامي، والذي كان على معرفة وثيقة بالشهيد رئيسي وارتبط به لسنوات عديدة، ناقش في مقابلة جوانب مختلفة من شخصية آية الله رئيسي الأخلاقية والإدارية والثورية. بالإضافة إلى دراسة الذكريات المشتركة ورؤية شهيد رئيسي لموقف الأحزاب في النظام الإسلامي، تتناول هذه المحادثة نظرة تحليلية لأدائه في الساحات التنفيذية والقضائية والدولية. إقرأ المزيد

أنت مواطن من مواطني الشهيد آية الله رئيسي، ومثله خادم لحرم الإمام الرضا (ع). أخبرنا عن علاقتك مع شهيد رئيسي وكيف التقيت به؟

يعود جزء من علاقتي مع آية الله شهيد رئيسي إلى فترة وجوده في السلطة القضائية، سواء في محافظة خراسان أو طهران أو في الأيام الأولى للثورة في كرج.

وتعززت هذه العلاقة بفضل العلاقة التي كانت تربطنا بالسيد بختياري، أحد زملائه. وكانت لنا أيضًا تفاعلات وثيقة في منطقة موغان في مشهد. وبطبيعة الحال، كان لدينا أيضًا المزيد من التواصل مع شقيقه، الذي كان يعيش في مشهد. كان آية الله رئيسي شخصية بسيطة ومتواضعة وشعبية. ولم تكن المسؤوليات الثقيلة عائقًا أمام الحفاظ على صداقاتهم وارتباطاتهم القديمة، وقد أدت هذه الروح إلى تكوين علاقة وثيقة وودية بيننا على مر السنين. وبعد عودته إلى العتبة الرضوية المقدسة وتوليه رعايتها أصبحت علاقتنا أوثق.

وكنت أيضاً أخدم الإمام الرضا (عليه السلام) كأحد خدمه في مرقده. وفي تلك الفترة، وبناء على رسالة قائد الثورة الإسلامية في أمر ولايته، تم إنشاء تعاون وثيق بين أستان قدس رضوي ولجنة الإغاثة لدعم المحرومين، مما أدى إلى تواصلنا الوثيق معهم.

بعد استشهاد آية الله رئيسي، أشار إليه قائد الثورة باعتباره نموذجاً لإدارة البلاد. برأيك ما هي أهم صفاته الإدارية وكيف تصفه كرئيس؟

كان الشهيد آية الله رئيسي شخصية بسيطة ومتواضعة ومتسامحة وصريحة في القضايا الدينية والثورية. لقد حافظ دائمًا على الكرامة واللياقة في تعاملاته مع الناس، وكان سياسيًا دينيًا مؤثرًا ارتقى بنفسه على مدى أربعة عقود.

كان يعتبر نفسه تلميذاً للشهيد بهشتي، ويعتبر نموذجاً مثالياً في النظام والانضباط والعمل التنظيمي والتوجه نحو البرامج. كان شخصية تحويلية وثورية ذات روح جهادية، وهو ما يؤكد عليه المرشد الأعلى للثورة بشكل خاص.

لقد تمكن خلال فترة توليه منصبه، سواء في السلطة القضائية أو في الرئاسة، من بث حياة جديدة في النظام، ومن خلال خلق الأمل، التغلب على الركود والخمول في الماضي. ومن السمات المميزة له اهتمامه الجاد بالقدرات الداخلية للبلاد. بما في ذلك الموارد البشرية والقدرات الإنتاجية والاقتصادية.

ومن خلال إطلاق وإحياء المشاريع الاقتصادية المغلقة وشبه المغلقة، أحيى الأمل في نفوس العمال والناشطين الاقتصاديين. لقد كان، بالمعنى الحقيقي للكلمة، رئيسًا لا يعرف الكلل، وأحيا الأمل والثقة في المجتمع.

وأظهرت الاستطلاعات العامة أيضًا أن أداءه أدى إلى زيادة رأس المال الاجتماعي والثقة العامة في الحكومة. وفي السياسة الخارجية، ربط الدبلوماسية بساحة المعركة، ووسع العلاقات مع الدول المجاورة والصديقة، وبدلاً من التركيز على الغرب، أعطى الأولوية للدول التي وقفت إلى جانب إيران أثناء العقوبات.

وكانت شجاعته على الساحة الدولية مثالية. وخاصة عندما دافع عن القيم الدينية وشهداء المقاومة في الأمم المتحدة حاملاً القرآن الكريم وصورة الجنرال سليماني. وكانت خدمة المحرومين من أولوياته، حتى استحق بجدارة لقب "خادم الإمام الرضا وخادم المحرومين".

عمل على تغيير المسار الاقتصادي والثقافي للبلاد؛ من الاقتصاد الليبرالي إلى الاقتصاد الإسلامي، ومن الثقافة الغربية إلى ثقافة الإسلام المحمدي الأصيل. ربما لم تعجب هذه الأفعال الأعداء، ولكنها كانت مصدر أمل للأمة الإيرانية.

خلال جولاته الإقليمية، لم يفرق بين المجموعات العرقية والدينية، وحاول إثبات فعالية الدولة الإسلامية في حل مشاكل الناس، وخاصة في المناطق المحرومة. ومن الأمثلة على ذلك حل أزمة المياه في المناطق الغربية من البلاد في فترة قصيرة من الزمن، والذي تم بروح جهادية.

ما هو رأي آية الله رئيسي في الأحزاب السياسية؟ هل عقدت أي لقاءات معهم؟

وكان له لقاءات عديدة مع القوى الثورية والأحزاب السياسية؛ بما في ذلك تحالف القوى والأحزاب الثورية مثل الائتلاف. قبل توليه الرئاسة، شارك بشكل فعال وألقى خطابات في العديد من التجمعات والاجتماعات السياسية.

وأعرب عن اعتقاده بأن الفرد الذي لا يحظى بدعم تنظيمي سيواجه تحديات في تحقيق أهداف النظام. وفي اللقاءات التي عقدناها مع مجلس تحالف القوى الثورية، كلفوا وزراءهم بالاستماع إلى أقوال الأحزاب وانتقاداتها.

كما نصحوا مكتبهم السيد إسماعيلي بجمع آراء ومقترحات الأحزاب وتنظيمها لمتابعتها في الحكومة. وفي الاجتماعات التي عقدناها معهم، خصصوا وقتًا كبيرًا لسماع الآراء، والاستماع بعناية، وتدوين الملاحظات، والمتابعة.

واعتبر أن التحزب هو مظهر من مظاهر الرقابة العامة، وهو ما أكدته المادة الثامنة من الدستور. وعلى النقيض من بعض المسؤولين الذين يعتبرون أنفسهم منفصلين عن الأحزاب، كان آية الله رئيسي يؤمن بالحزبية الإسلامية، ويحافظ على علاقات وثيقة مع القوى المتعاطفة مع الثورة.

أخبرنا عن إحدى ذكرياتك مع شهيد رئيسي؟

ومن الذكريات التي لا تزال عالقة في ذهني هي تلك التي كان فيها وصياً على روضة قدس رضوي. وعلى عكس الإجراءات الإدارية المعتادة، قام شخصياً بزيارة مختلف أقسام الحرم، وشجع خدام الله، واستمع إلى المشاكل بنفسه. لقد خلق هذا السلوك رابطًا عاطفيًا عميقًا بين الخادم والوصي.

لقد وفرت إدارته دافعًا كبيرًا لتقديم الخدمة. وتضاعفت كميات الطعام المقدمة للحجاج، وتوسعت المساعدات المقدمة للمحرومين في جميع أنحاء البلاد، وقام خدم الإمام الرضا بخدمة الناس في شبكة منظمة في مختلف المحافظات. لقد تم توسيع نطاق عقد الكرامة بشكل جدي على المستوى المحلي والدولي. في مراسم تشييع الشهيد السيد هاشم صفي الدين، تم وضع علم العتبة الرضوية المقدسة على نعش الشهداء لأول مرة، وودعه الناس بحماس. وهذه من علامات توسع الثقافة الرضوية في عهد آية الله رئيسي، والتي لا نزال نرى آثارها إلى اليوم في مؤتمر الإمام الرضا (ع) في مشهد.

 

ارسال تعليق