ما الذی یهم أمریکا إذا کانت إیران تمتلک صناعة نوویة أم لا؟ ادعاء ترامب بدعم الشعب الإیرانی کذب.

ووصف قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، صباح اليوم، خلال لقائه مئات الأبطال في مختلف الرياضات والحائزين على ميداليات أولمبياد العلوم الدولي، هؤلاء المكرمين بأنهم رمز للنمو ومظهر من مظاهر القوة الوطنية، وأكد: لقد أثبتم أن الشباب الواعد في إيران العزيزة باعتبارهم "رمزا للأمة" لديهم القدرة على الوقوف على القمم وتوجيه عقول وأنظار العالم نحو الفضاء المشرق لإيران.

startNewsMessage1

وبحسب وكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة إسنا، أشار آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للثورة، إلى غطرسة الرئيس الأمريكي الأخيرة وسخافاته، قائلاً: "هذا الشخص حاول إسعاد الصهاينة وإظهار نفسه كشخص قادر بسلوكه المُقزز وأكاذيبه الكثيرة حول المنطقة وإيران والشعب الإيراني، ولكن إذا كان لديه القدرة، فعليه أن يذهب ويهدئ ملايين الناس الذين يهتفون ضده في جميع الولايات الأمريكية".

وأعرب عن ارتياحه لوجوده بين الشباب الأقوياء الذين، بجهودهم وجهودهم وفوزهم بالميداليات في مجالات الرياضة والعلوم، أسعدوا الأمة وأثاروا حماس الشباب، وقال: "لميدالياتكم ميزة مضاعفة على ميداليات العصور الأخرى؛ لأنكم فزتم بها في ظروف يحاول فيها العدو، في حرب ناعمة، إحباط الأمة وجعلها غافلة أو خائبة الأمل في قدراتها، لكنكم رددتم عليه بأقوى رد من خلال إظهار قدرات الأمة وقوتها في الميدان العملي".

اعتبر قائد الثورة بعض التلميحات حول يأس شباب البلاد كلامًا غير مفهوم، مؤكدًا: إن إيران الحبيبة وشبابها "مظهر من مظاهر الأمل"، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة المهمة، وهي أن الشباب الإيراني، بعزيمته وجهده، يمتلك القدرة والمهارة للوصول إلى القمم، كما استندتم إلى القمم الرياضية والعلمية العالمية.

وأضاف آية الله خامنئي، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي شهدته بعض القطاعات بعد الثورة: "ومن الأمثلة على ذلك سلسلة نجاحاتكم هذا العام، والتي قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الرياضة في البلاد".

وأشاد بصعود شباب البلاد الموهوبين إلى القمم العلمية العالمية، قائلاً: "إن هذه الأعمال تُحسب للشعب الإيراني، وتلفت الأنظار إلى إيران".

اعتبر قائد الثورة "احترام راية الرياضيين الفائزين وسجودهم ودعواتهم" رمزًا للأمة الإيرانية، وأضاف: "شباب الأولمبياد الأعزاء هم أيضًا نجم ساطع الآن، ولكن بعد عشر سنوات، إذا واصلوا جهودهم، سيصبحون شمسًا ساطعة، وهو واجبٌ هامٌّ على المسؤولين في هذا الصدد".

واعتبر آية الله خامنئي دور الشباب بعد انتصار الثورة عمليةً مستمرة، وقال: "في الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات، كان جيل الشباب، رغم تقصيره وقلة حيلته، هو من نفذ المبادرات العسكرية التي حققت بها إيران النصر على عدوٍّ مجهز تجهيزًا عاليًا، حظي بموافقة ودعم من جميع الجهات".

اعتبر آية الله خامنئي ساحةَ فخرٍ أخرى ظاهرةً لشباب البلاد، وأشار إلى تبوؤ إيران مراكزَ متقدمةً في التصنيفات البحثية والعلمية العالمية في مختلف المجالات، بما في ذلك "النانو" و"الليزر" و"النووي" و"الصناعات العسكرية المختلفة" و"التقدم الطبي"، وقال: "قبل أيامٍ قليلة، تلقيتُ خبرًا بالغ الأهمية يفيد بأن أحد مراكز الأبحاث في البلاد نجح في إيجاد علاجٍ لمرضٍ عضال".

وأشار آية الله خامنئي إلى محاولات العدو لعرقلة التقدم العلمي الإيراني المتنوع، قائلاً: "إنّ من يُريدون الشرّ للشعب الإيراني يُحاولون أيضًا تغييبَ أجواء إيران من خلال "إنكار بعض النجاحات أو تجاهلها"، و"خلط الحقائق بالأكاذيب"، و"تضخيم بعض العيوب"، و"الدعاية المُوجّهة". لكنكم، بوقوفكم على قمم الرياضة والعلم، أظهرتم للجميع أجواءَ البلاد المشرقة".

واعتبر فقدان الثقة بالقدرات سبيلاً آخر للعدو لخيبة أمل الأمة والشباب، مؤكداً: على الشباب، بالاعتماد على طاقاتهم التي لا تنضب، أن يزيدوا من جهودهم لتحقيق النجاح وبناء الأمل وإظهار قوة الأمة.

وأكد قائد الثورة أهمية جهود الشباب في تكريس مواهبهم لخدمة الأمة الإيرانية، وأضاف: قد يرغب البعض في العيش في بلد آخر، لكن على هؤلاء أن يدركوا أنهم مهما تقدموا في البلدان الأخرى، فهم غرباء؛ بينما إيران لكم ولجيلكم وأرضكم ووطنكم.

وفي جانب آخر من خطابه، أشار قائد الثورة إلى التفاهات الأخيرة للرئيس الأمريكي بشأن المنطقة وإيران العزيزة، قائلاً: حاول الرئيس الأمريكي بث الأمل في نفوس الصهاينة المحبطين ورفع معنوياتهم من خلال زيارته لفلسطين المحتلة والتفوه بألفاظ نابية ووقحة.

في جانب آخر من خطابه، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى سخافات الرئيس الأمريكي الأخيرة بشأن المنطقة وإيران العزيزة، قائلاً: "حاول الرئيس الأمريكي بثّ الأمل والمعنويات في قلوب الصهاينة اليائسين من خلال زيارته فلسطين المحتلة وإطلاقه سيلاً من الترهات المبتذلة".

وعدّ الصفعة الساحقة التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للكيان الصهيوني في حرب الاثني عشر يوماً سبباً لإحباطهم، وأضاف: "لم يتوقع الصهاينة أن يخترق الصاروخ الإيراني مراكزهم الحساسة والمهمة بلهيبه ونيرانه، ويدمرها ويحوّلها إلى رماد".

وأكد آية الله خامنئي أن إيران لم تشترِ أو تستأجر الصواريخ من أي جهة، بل كانت مصنوعة يدوياً وتحمل هوية الشباب الإيراني، قائلاً: عندما ينزل الشباب الإيراني إلى الميدان ويبذلون الجهد والوقت في بناء البنية التحتية العلمية، فإنهم قادرون على تحقيق هذه الإنجازات العظيمة.

أكد قائد الثورة الإسلامية: أن قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية كانت جاهزة لهذه الصواريخ، واستخدمتها، ولا تزال، وستستخدمها لاحقًا إذا لزم الأمر.

وبعد أن لخص سبب هراء ترامب بكلامه الخفيف وسلوكه الغزلي لرفع معنويات الصهاينة، استطرد في توضيح بعض النقاط حول ادعاءاته، قائلاً: في حرب غزة، لا شك أن أمريكا هي الشريك الرئيسي في جرائم الكيان الصهيوني، كما اعترف الرئيس الأمريكي نفسه بأننا كنا نعمل مع هذا الكيان في غزة. وبالطبع، لو لم يقل هذا، لكان الأمر واضحًا، لأن التسهيلات والأسلحة التي أُغدقت على شعب غزة الأعزل خلال هذه الحرب كانت ملكًا لأمريكا.

ووصف آية الله خامنئي ادعاء ترامب الآخر بأن أمريكا في حالة حرب مع الإرهاب بأنه مثال آخر على أكاذيبه، وأضاف: لقد استشهد أكثر من 20 ألف طفل ورضيع في حرب غزة. هل كانوا إرهابيين؟ الإرهابي هو أمريكا، التي صنعت داعش وتدمر المنطقة، وحتى اليوم، سيطر عليها البعض في المنطقة واحتفظوا بها لأنفسهم.

واعتبر مقتل نحو 70 ألف شخص في حرب غزة واستشهاد أكثر من ألف إيراني في حرب الـ 12 يومًا دليلًا واضحًا على الطبيعة الإرهابية لأمريكا والكيان الصهيوني، وأضاف: "بالإضافة إلى القتل العشوائي، اغتالوا علماءنا مثل طهرانجي وعباسي، وتباهوا بهذه الجريمة، لكن عليهم أن يعلموا أنهم لا يستطيعون اغتيال العلم".

في إشارة إلى كلام الرئيس الأمريكي، الذي تفاخر بقصف الصناعة النووية الإيرانية وادّعى تدميرها، أضاف قائد الثورة الإسلامية: "لا مشكلة، فكّروا في الأمر بهذه الطريقة، ولكن ما علاقة أمريكا بامتلاك إيران منشآت وصناعات نووية، وهل يجب عليكم ذلك؟ ما علاقة أمريكا بامتلاك إيران منشآت وصناعات نووية من عدمه؟ هذه التدخلات غير مناسبة، وخاطئة، وتنم عن استبداد".

وفي إشارة إلى المظاهرات التي عمّت البلاد وشارك فيها 7 ملايين شخص ضد ترامب في ولايات ومدن مختلفة في الولايات المتحدة، قال: "إذا كنتم قادرين جدًا، فبدلًا من نشر الأكاذيب والتدخل في شؤون الدول الأخرى، واتخاذ إجراءات مثل بناء قواعد عسكرية فيها، هدئوا من روع هؤلاء الملايين وأعيدوهم إلى ديارهم".

وأكد آية الله خامنئي أن الإرهاب والتجسيد الحقيقي للإرهاب هو أمريكا، ووصف ادعاء ترامب بدعم الشعب الإيراني بأنه كذب، وأضاف: "العقوبات الثانوية الأمريكية، التي تدعمها دول كثيرة أيضًا بدافع الخوف، تتعارض مع مصالح إيران". يا أمة، أنتم أعداء الأمة الإيرانية، لا أصدقاءها.

في إشارة إلى تصريح ترامب حول استعداده للصفقة، قال: يقول إنني صانع صفقات، بينما إذا اقترنت الصفقة بالإكراه وكانت نتيجتها معروفة مسبقًا، فهي ليست صفقة، بل فرض وإكراه. لن ترضخ الأمة الإيرانية للفرض.

وفي إشارة إلى تصريح ترامب الآخر بشأن وجود الموت والحرب في منطقة غرب آسيا، أو كما يسمونها الشرق الأوسط، أشار قائد الثورة: أنتم من يبدأ الحروب. أمريكا مُشعلة للحرب، وبالإضافة إلى الإرهاب، تُثير الحرب. وإلا، فما هو هدف كل هذه القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة؟ ماذا تفعلون هنا؟ ما شأنكم بهذه المنطقة؟ المنطقة ملك لشعوب المنطقة نفسها، والحرب والموت فيها سببهما وجود أمريكا.

وفي الختام، اعتبر آية الله خامنئي مواقف الرئيس الأمريكي خاطئة، بل باطلة في كثير من الأحيان. دلالة على التسلط، وأكد: مع أن التسلط يؤثر على بعض الدول، إلا أنه بحمد الله لن يؤثر على الشعب الإيراني أبدًا.

في هذا الحفل، قدم المنتخب الوطني للبلاد من الشباب القدامى حركات من هذه الرياضة، لاقت استحسانًا وثناءً من قائد الثورة.

 

ارسال تعليق