وذكرت وكالة المعلومة للأنباء في تقريرها التحليلي أن الحكومة العراقية المقبلة لن تتشكل خارج ائتلاف "الإطار التنسيقي الشيعي" بل ستنبثق من داخله.
بحسب موقع عاشوراء نيوز، نقلاً عن وكالة المعلومة العراقية للأنباء، فإنه على الرغم من اختلاف مواقف التيارات السياسية وعدم وضوح الصورة والخريطة السياسية الجديدة للعراق، إلا أن الهدف المتفق عليه هو أن تنبثق الحكومة الجديدة من داخل الإطار التنسيقي، لا من أي طرف سياسي آخر خارجه. ورغم وجود تكهنات حول مدة عملية تشكيل الحكومة المقبلة وتوقعات بصعوبتها، إلا أن النتيجة النهائية هي ظهور حكومة جديدة بتوافق التيارات والتشكيلات التي تُشكل الإطار التنسيقي الشيعي.
صرح النائب العراقي مختار الموسوي لوكالة المعلومة: إن إعلان المفوضية العليا للانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات النيابية قد أوضح الصورة اللازمة بشأن الثقل السياسي وموقع الأحزاب والتيارات السياسية، سواءً الأحزاب والحركات التابعة للإطار التنسيقي الشيعي أو الأحزاب والحركات السياسية السنية والكردية والتركمانية.
وأضاف: "بدأت المشاورات بعد إعلان نتائج الانتخابات، وشهدنا اجتماعات تمهيدية عُقدت للتوصل إلى تفاهمات تُرسم من خلالها خارطة طريق لطبيعة التحالفات السياسية المستقبلية التي ستؤدي إلى تشكيل الحكومة".
وأضاف الموسوي: "نظرًا للاختلافات بين القوى السياسية، فإن تشكيل الحكومة المقبلة لن يكون سهلًا، بل معقدًا، وقد يستغرق تشكيلها ما لا يقل عن خمسة إلى ستة أشهر. ويمكن تقليص هذه المدة في حال حُسمت القضايا الخلافية والتوصل إلى تفاهم بين القوى السياسية الفاعلة والفاعلة".
وأضاف المحلل السياسي العراقي إبراهيم السراج لـ"المعلومة": "في إطار التنسيق الشيعي، هناك اتفاق على مواصلة العملية السياسية وتشكيل حكومة جديدة. قد تظهر بعض الخلافات حول المواقف، لكن هذه الخلافات ستُحل سريعًا، ووفقًا للوزن السياسي لكل تنظيم ضمن إطار التنسيق الشيعي؛ لا سيما أن إطار التنسيق الشيعي قد حدد سلسلة من المبادئ والمعايير التي اتفقت عليها التنظيمات والتيارات المنضوية تحت مظلته".
وأضاف: قد تكون هذه بداية تشكيل حكومة جديدة أفضل من حكوماتها السابقة.
وأوضح السراج: أن الأغلبية السياسية في إطار التنسيق الشيعي ملتزمة بخيار تجاوز أي خلافات محتملة في الرأي لقيادة العملية السياسية نحو تشكيل حكومة جديدة ضمن هذا الإطار.
وفي هذا السياق، صرّح عباس المالكي، السياسي العراقي المستقل، لـ"المعلومة": إن الأحزاب والتيارات المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة لديها رؤية واحدة حول ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة والنهوض بالشأن السياسي والإداري، بما يحفظ استقرار البلاد واستمرارية مؤسساتها، لأن الخلافات الحالية لم تصل إلى حدّ يُسبب جمودًا، ويمكن تجاوزها بالحوار والتفاهم.
وأضاف: إن الفصائل الشيعية والسنية والكردية في العراق تتفق على هدف واحد، وهو استمرار العملية السياسية وعدم تقويضها.
وأضاف المالكي: إن هذا التقارب بين مختلف القوى والتيارات يدل على "النضج السياسي للبلاد ورغبة جماعية في تعزيز الاستقرار الوطني".
وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أُجريت الجولة السادسة من الانتخابات البرلمانية العراقية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. وتُعدّ هذه الانتخابات من أهمّ الانتخابات في العراق، إذ يتولّى البرلمان العراقي، بالإضافة إلى انتخاب 329 عضوًا، انتخاب رئيس الجمهورية في أول جلسة برلمانية، ويتعيّن على الرئيس تعيين مرشح لمنصب رئيس الوزراء من بين أكبر كتلة برلمانية لتشكيل الحكومة في الجلسة نفسها.
بعد اختيار أعضاء فريقه الوزاري، يجب على رئيس الوزراء عرض وزرائه على البرلمان للحصول على تصويت الثقة، وفي حال منحهم الثقة، يُمكن للحكومة أن تبدأ عملها الرسمي لمدة أربع سنوات.
أعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية في النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية لعام 2025 أن ائتلاف "الازدهار والتنمية"، المقرب من رئيس الوزراء العراقي الحالي "محمد شياع السوداني"، قد تصدّر محافظة بغداد بحصوله على 411,026 صوتًا، كما يجري الإعلان عن نتائج باقي المحافظات العراقية.
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة النهائية في الانتخابات البرلمانية بلغت 56.11%، وبناءً على النتائج الأولية في بغداد، فقد فاز ائتلاف "الازدهار والتنمية" بزعامة محمد شياع السوداني، وائتلاف "التقدم" بزعامة محمد الحلبوسي، وائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي بأعلى الأصوات.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق: أن عملية العد والفرز اليدوي للأصوات قد أُجريت، وأن النتائج كانت مطابقة بنسبة 100%.
وأوضحت المفوضية: هذه هي النتائج الأولية للانتخابات، ولا مجال للاعتراض عليها حتى يتم الانتهاء من النتائج.
ارسال تعليق