قبل نفي الإمام قام صاحب أحد المصانع الكبيرة في طهران ببناء مسجد وطلب من الإمام أن يرسل لهداية الناس.
وفقًا لوكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، لم يكن في تاريخ الثورة الحافل بالأحداث يومٌ مثل الثاني عشر من بهمن، عندما نزل رجل من سلالة الأنبياء وعلى نهجهم، بيدٍ معجزة وقلبٍ عميقٍ كالبحر، على شعبٍ كريمٍ مُفعمٍ بالأمل كعلامةٍ على الرحمة، ووضعهم على أجنحة ملائكة قوة الحق ورفعهم إلى عرش الشرف والعظمة. ولم يكن هناك يومٌ مثل الرابع عشر من خرداد، عندما جلبت عاصفةٌ من المصائب والحزن سياط الحزن والأسى على هذا الشعب. أصبحت إيران قلبًا واحدًا، وذلك القلب يحترق في شوقٍ ذائب، وأصبحت عينًا واحدة، وتلك العين تبكي في مصيبةٍ عظيمة. مع أن أبعادًا واسعةً لشخصية الإمام الجليلة لا تزال مجهولة، وأن السعي لاكتشاف بعضها وإدراكه يتطلب وقتًا أطول، فإن التأمل في الجانب الظاهر من الأبعاد المعروفة لشخصية الإمام كفيلٌ بكشف جوانب خفية في أبعاد تلك الرغبة القلبية.
بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل قائد الثورة الإسلامية العظيم، الإمام الخميني، نعيد قراءة روايات عدد من طلاب ومعجبي تلك الشخصية الفذة. ما ستقرؤونه أدناه هو رواية المرحوم آية الله الشيخ حسن صانعي عن الإمام (رحمه الله):
لمدة سبع سنوات تقريبًا، عندما كنا نحضر الإمام ونزور منزله، لم نكن نلاحظ وجود هامش للإمام حول "العروة" أو "الوسيلة"، مع أن الآخرين عادةً ما يُخبرون طلابهم في الدروس والمناقشات أنني، على سبيل المثال، ذكرتُ هذه المسألة في كتاب مُعين. ومع ذلك، إذا سُئل الإمام سؤال، كان يُجيب عليه دون الرجوع إلى مؤلفاته. حتى بعد وفاة آية الله البروجردي، عندما أصبحت الظروف مُهيأة لطرح مثل هذه المسائل، لم يكن الإمام مُتحمسًا لطرحها. وبعد سبع سنوات، في أحد الأيام، بينما كنا جالسين تحت كرسي في منزله في فصل الشتاء، رأينا كتابًا على الكرسي لم يكن يُشبه كتب الحوزة المعتادة. سألنا الإمام عن هذا الكتاب؟ لننظر. قال: "إنه هامش حول الوسيلة". كل هذا يُشير إلى زهد الإمام وورعه. قبل نفي الإمام، بنى صاحب مصنع كبير في طهران مسجدًا وطلب منه إرسال داعية لهداية الناس. قبل الإمام ذلك على مضض في البداية. ولكن بعد تعيين رجل دين، وعند إرساله، قال: "إلى جانب الوعظ والإرشاد، من واجبكم ألا تنسوا أمرين: أولًا: لا يُذكر اسمي في هذا المسجد. ثانيًا: أن يكون تعاملكم مع مؤسس المسجد بحيث لا يظن أننا نطمع في ثروته وممتلكاته".
كان الإمام يسافر وحيدًا دائمًا في أسفاره وزياراته. في أحد الأيام، أراد الإمام زيارة عالم في قم، لكنهم لم يعرفوا عنوانه، فسألوني عن عنوانه. مهما أصررتُ على مرافقته إلى ذلك المنزل كمرشد، لم يقبلوا.
في قم، في بداية الثورة، كان الإمام يعقد اجتماعات عامة ويلقي خطبًا مُفصّلة يوميًا من حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحًا حتى الظهر، وكان يصعد الدرج إلى السطح عدة مرات ويستجيب لمشاعر جماعة حزب الله. في أحد الأيام، قبل الظهر ببضع دقائق، وبينما كان الإمام ذاهبًا إلى الحمام، شعرتُ بتعبٍ شديدٍ على وجهه المبارك. قلتُ في نفسي: الآن الإمام يغادر وسيسقط من شدة التعب! لكن عندما دخلتُ خلفه، رأيتُه ينهض منشغلًا بصلاة الظهر.
خلال فترة الإمامة، كان الإمام يجتمع كل يوم لمدة ساعة، وكان بعض الناس يقبّلون يده أو يُؤدّون عهود الزواج. كان الإمام يقرأ العرض، وكنتُ من الطرف المُستقبِل. في أحد الأيام، قال الإمام: "مصباح الشرفة مُضاء في فناء المكتب. كان مُضاءً بالأمس أيضًا. لماذا؟" إذا غادر الإمام الغرفة عشر مرات، ولو لدقيقتين، كان يُطفئ النور في كل مرة. ذات مرة، كنتُ ضيفًا على الإمام في النجف على الغداء والعشاء، وفي اليوم التالي، عندما ذهبتُ إلى منزل صديقٍ لتناول الغداء، كان الإمام قد جاء لرؤيتي في ذلك اليوم. في اليوم التالي، قال لي: "إذا كنتَ ترغب في وجبة أخرى، فقل لهم أن يُعدّوها". لقد أوضح لي بهذه الجملة الواحدة أمورًا عديدة: أولًا، أنك خرجتَ أمس ولم تكن هناك. ثانيًا، أوضح لي بسخاءٍ كبير أن هذا هو الطعام هنا! وثالثًا، كان عليكَ إبلاغي مُسبقًا أنني لم أكن هناك لتناول الغداء. أخبرته أنني ذهبتُ إلى منزل صديقٍ، وأن هذه الأمور لم تكن على جدول الأعمال.
ارسال تعليق