مهاجرانی: صنع السیاسات التنمویة غیر ممکن دون منظور نسائی

وأكد المتحدث باسم الحكومة: "بدون وجهة نظر وفهم نسائي للقضايا، لن يكون من الممكن وضع سياسات لتحقيق التنمية المستدامة".

startNewsMessage1

وبحسب وكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، أضافت فاطمة مهاجراني، يوم السبت، خلال مراسم إحياء أسبوع المرأة وتكريم مكانة الأم والمرأة: "عادةً ما تكون النساء أقلية في جميع المجالات السياسية، لكن يجب أن ندرك أن قضية المرأة ليست مسألة شكلية، وأن المرأة ليست جزءًا من المشكلة، بل هي الحل".

وأضافت: "لا يمكننا التوصل إلى حل بتقسيم القضايا إلى أجزاء. منظور المرأة منظور مفصل، لذا فهو يتناول القضايا بعناية أكبر".

وأضافت مهاجراني: "يُقال الكثير عن البيئة وقضايا المرأة، لكننا عمومًا لا نحقق أي تقدم. لم يسلك العالم هذا المسار بالتجربة والخطأ، وقد توصلتُ إلى أن المطالبة بحقوق المواطنين والمساءلة واجب على السلطات".

وأضافت: "لقد اتخذت الحكومة الرابعة عشرة خطوات جيدة في هذا الصدد. كلما نُظر إلى منظور المرأة على أنه جنس وليس سمة في صنع السياسات، كان النجاح حليفنا".

يجب تغيير نظرة الإدارة لدور المرأة ومكانتها.

قال مهاجراني: تُدرَج دروس البيئة في الكتب المدرسية، لكنها لا تُخصَّص لها مساحة كافية. المرأة أقل حضورًا في مجالٍ تهيمن عليه النساء تمامًا، ويجب أن نجمع بين النوع الاجتماعي الأنثوي وصنع السياسات، الذي للأسف لا يُولي المرأة أي اهتمام.

وأضاف: بصفتي خبيرًا في التعليم، أؤكد أن هناك قلقًا، وأن المحتوى مُوضَّح إلى حدٍّ ما في الكتب، ولكن لا يوجد رابطٌ يربط بينهما، لأن المرأة قليلة الحضور في المجالات القريبة منها بطبيعتها.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة: لذلك، فإن البيئة والمرأة وصنع السياسات ثلاثة أضلاع لمثلث، ويجب فهمها معًا. لا يمكننا أن نحتفي بالمرأة أسبوعًا، أو أن نتذكر البيئة فقط أثناء الحرائق، ونتجاهلها في أوقات أخرى، ولا نعود إليها إلا عند الضرورة. يجب أن تتغير هذه النظرة للمرأة، التي نُبرزها كلما دعت الحاجة.

صرح قائلاً: إذا كانت مشكلة النفايات لا تزال قائمة في البلاد، فذلك لأننا لم ندرك أنها قضية اجتماعية، وأنه يجب على النساء والرجال العمل معًا لحلها، وآمل أن يتحقق ما هو حق للمرأة.

وقال: ألا يمكننا القول إن 60% من الطلاب نساء، بينما رؤساء جميع الجامعات رجال، مما يتطلب من صانعي السياسات الاهتمام بهذه القضية والاستجابة لها.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة: إذا أردنا حل مشكلة المرأة والبيئة، فعلينا الاعتراف بدور المرأة. يجب أن تكون المرأة حاضرة في جميع القرارات وصنع السياسات.

وقال: لا يمكن اختزال مكانة المرأة في كونها مجرد امرأة جميلة تلد الحياة. يجب على المرأة أن تبني المستقبل والأمل. يجب منح المرأة الفرصة لتعزيز أنظمتها الإدارية، وستتولى نائبة الرئيس لشؤون المرأة مسؤولية هذا القطاع.

لا يمكن للرجال أن يجلسوا ويقرروا القضايا الاجتماعية بمفردهم.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة: كان الدكتور إيرج زاد، بصفته أحد كبار العلماء الإيرانيين، يقول إن النساء يُعاملن كالمزهريات. عندما يأتي فريق علمي من دول أجنبية إلى إيران، يقولون: "انظروا، لدينا دكتورة فيزياء استطاعت العمل كأستاذة متفرغة في أفضل جامعة تقنية في إيران".

ووفقًا له، إذا كنا نسعى إلى حل المشكلات، فعلينا أن نقبل أن عملية صنع السياسات يجب أن تجمع بين وجهات نظر النساء والرجال.

صرح مهاجراني: "القضايا الاجتماعية تتكون من قضايا النساء والرجال، ولا يمكن للرجال أن يجلسوا ويقرروا بشأنها ثم يقولون إن النساء أصبحن الآن مهمات".

وأضاف: "المرأة جزء من عملية صنع السياسات، وهذه قضية تتابعها نائبة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة باهتمام بالغ".

يجب أن نسعى جاهدين لتحويل قضية المرأة إلى مطلب وطني.

أشار المتحدث باسم الحكومة، في إشارة إلى وجود أربع نساء في الحكومة، إلى أن هؤلاء النساء يقفن صفًا واحدًا كنساء، ولدينا وزيرة في الحكومة تواجه بالتأكيد تحديات عديدة في مسيرتها، لأن هذا المسار أصبح ذكوريًا. كما تطالب نائبة الرئيس لشؤون المرأة بجدية بمطالب المرأة، والسيدة أنصاري تسعى جاهدة أيضًا إلى حل التحديات البيئية.

وأكد: عندما يكون المجتمع في حالة جيدة، تكون نساؤه في حالة جيدة، وبالتالي فإن قضية المرأة هي قضية المجتمع بأكمله، وعلينا جميعًا أن نسعى لتحويل قضية المرأة إلى مطلب وطني وأن نعتمد على وثائق سياسية واضحة.

وأضاف مهاجراني: من الصعب بالتأكيد اتباع المسار الذكوري الذي تم إنشاؤه، ولكن يجب أن تعلموا أن جميع النساء الإيرانيات يدعمن النساء اللواتي يقمن بالأعمال التنفيذية.

وبحسب قوله، أودّ أن أعرب عن امتناني الخاص للرؤية الأمومية للدكتورة أنصاري، التي تتمتع بحقّ برؤية أمومة تجاه البيئة، كما أودّ أن أعرب عن امتناني للرؤية الأخوية للدكتورة بهروز عازار تجاه قضية المرأة.

وأكّد قائلاً: علينا جميعًا أن نعمل معًا لجعل قضية المرأة مطلبًا وطنيًا، وأن نساعد الفتيات، بما لدينا من قدرات وإمكانات، على التمسك بمواقع صنع القرار وبناء مستقبل أفضل مما بنيناه.

المطالبة حقٌّ للمواطن، والمساءلة واجبٌ مسؤول.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الحكومة أن قصة "الفيل في الغرفة المظلمة" خير مثال على خطأ المنظور الجزئي في صنع السياسات، قائلاً: عندما يلمس صانع السياسات جزءًا من القضية بدلًا من رؤيتها ككل، فهو كمن يضع يده على ساق فيل في الظلام فيراه "عمودًا"، أو يلمس ذيل فيل فيتخيله "حبلًا"، أو يظنه "مروحة" بمجرد لمسه أذن فيل.

ووفقًا له، فإن مشكلتنا في صنع السياسات، سواءً في مجال البيئة أو في مجال المرأة، تكمن في افتقارنا إلى "الرؤية الشاملة". هذا الافتقار إلى الرؤية الكلية يجعلنا نتفوه بكلماتٍ متناثرة، وعند تطبيقها، نعاني من التشويش وعدم الاتساق.

قال: لقد سلك العالم هذا المسار بالتجربة والخطأ، وتوصل إلى أن المطالبة حقٌّ للمواطن، والمساءلة واجبٌ مسؤول. في غضون ذلك، لا بدّ من الصمود ومبادئ المطالبة، بالإضافة إلى وجود مؤسسات وسيطة. ولحسن الحظ، اتخذت مجموعة العمل الوطنية للنفايات في الحكومة الرابعة عشرة إجراءاتٍ جيدة، تُكمّل الرؤية الشاملة.

وأضاف مهاجراني: إذا رأينا اليوم أن قضيةً مثل استخدام الوقود المُشتق من النفايات (RDF) قد أُقرّت في كلٍّ من مجموعة العمل والمجلس الاقتصادي الأعلى، ودخلت مرحلة التنفيذ، فذلك بفضل تشكّل هذه الرؤية الشاملة.

وأوضح: "بالطبع، لا بدّ من الاعتراف بأن العالم قد دفع ثمنًا باهظًا لتحقيق هذه المعرفة، لكننا عادةً ما نُفضّل اختبار أنفسنا لما لا ينبغي اختباره، بينما قلنا مرارًا وتكرارًا: "من الخطأ اختبار ما تم اختباره"، ونُكرّر ذلك مجددًا".

 

ارسال تعليق