وأكد الرئيس الإيراني التزام إيران بالأخوة مع الدول الإسلامية، وأضاف: "اليوم أزالت الدول الأوروبية الحدود بينها واستمتعت بفوائد الاتصالات الواسعة، وكان من المتوقع أن تكون الدول الإسلامية رائدة في هذا المسار وأن تخلق أطراً اقتصادية وعلمية وثقافية شاملة فيما بينها".
وذكرت وكالة أنباء عاشوراء نقلا عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) أن اجتماعا مشتركا لوفود رفيعة المستوى من إيران وباكستان عقد بحضور الرئيس مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.
وخلال اللقاء، أعرب بيزيزكيان عن ارتياحه لزيارة رئيس الوزراء الباكستاني واستضافة هذا الاجتماع، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها متجذرة في التاريخ والثقافة والدين المشترك.
وفي إشارة إلى المكانة الرفيعة التي يتمتع بها العلامة إقبال لاهوري، الشاعر والمفكر الباكستاني البارز في العالم الإسلامي، قال الرئيس: "إن الموضوعات العميقة والمثيرة في قصائده، والتي تقوم جميعها على دعوة المسلمين إلى الوحدة والأخوة والاستقلال عن الأجانب، كانت دائماً مصدر إلهام لي وتشير إلى الروابط الثقافية العميقة بين البلدين".
وأكد بيزكيان على السياسات المبدئية والاستراتيجية للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، التي تعطي الأولوية للعلاقات مع الجيران، وخاصة الدول الإسلامية، مشيرا إلى أنه "بناء على هذه السياسات الكلية، تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية توسيع وتعزيز العلاقات مع باكستان أمرا مهما واستراتيجيا مضاعفا".
وأشار الرئيس روحاني إلى مساعي الأعداء المستمرة لإثارة الفرقة والفتنة بين الدول الإسلامية، وقال: "في مواجهة هذا النهج التفريقي، نؤكد على تعزيز العلاقات والتآزر بين الدول الإسلامية".
واعتبر بزشکيان المستوى الحالي للعلاقات الاقتصادية بين طهران وإسلام آباد، رغم إيجابيته، إلا أنه لا يتناسب مع الإمكانيات الكبيرة والعلاقات العميقة بين البلدين، وقال: "يجب تحسين هذه العلاقات لتكون تليق بمكانة البلدين".
وأشار الرئيس إلى أهمية البنية التحتية المصرفية والمالية كمنصة لتنمية التجارة، وقال: إن تعزيز العلاقات النقدية والمصرفية يمكن أن يمهد الطريق لتحقيق قفزة اقتصادية في العلاقات الثنائية. إن الدول الإسلامية تشكل أسواقاً كبيرة لبعضها البعض، ومن خلال تبادل الخبرات العلمية والتكنولوجية والأكاديمية، فإنها تستطيع حل العديد من مشاكلها الداخلية. ويتطلب تحقيق هذا الهدف إرادة مشتركة.
وأكد بيزكيان التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالأخوة مع الدول الإسلامية، وأعلن استعداد طهران الكامل للتعاون مع باكستان في جميع المجالات، مضيفا: "اليوم أزالت الدول الأوروبية الحدود بينها واستفادت من فوائد الاتصالات الواسعة، وكان من المتوقع أن تكون الدول الإسلامية رائدة في هذا المسار وأن تخلق أطرا اقتصادية وعلمية وثقافية شاملة فيما بينها".
وأشار الرئيس الإيراني إلى العدد الكبير من سكان العالم الإسلامي والقدرات التي لا مثيل لها للأمة الإسلامية، وأضاف: "في الوقت الذي تواجه فيه الأمة الإسلامية مثل هذه القدرات، يقوم النظام الصهيوني المحتل، بأفعاله الإجرامية، بقتل الشعب الفلسطيني المظلوم وخلق أزمة للدول الإسلامية".
وأكد بيزكيان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد دائما على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وأضاف: "فيما يتعلق بالتوتر بين الهند وباكستان، فإننا نعتقد أن هذه القضية كان ينبغي ألا تؤدي إلى مواجهة عسكرية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لاتخاذ أي إجراء يساهم في السلام والهدوء في المنطقة".
وأضاف رئيس بلادنا: من الضروري تعزيز التعاون الأمني بين الدول الإقليمية، وخاصة إيران وباكستان، لمكافحة الإرهاب بشكل فعال من خلال التفاعلات الوثيقة بين قوات الأمن في البلدين.
وفي هذا اللقاء، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن سروره بوجوده في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائه برئيس بلادنا، وأشاد بالمواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم السلام والأمن الإقليميين، وخاصة فيما يتعلق بقضية التوتر بين الهند وباكستان.
واستعرض رئيس الوزراء الباكستاني التوتر بين الهند وباكستان، مؤكدا التزام بلاده بالسلام والتنمية وتوسيع التجارة ومكافحة الإرهاب في المنطقة.
وأكد شهباز شريف اهتمام بلاده بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران وقال: "إن التبادلات التجارية بين إيران وباكستان، بالنظر إلى الجذور التاريخية للعلاقات والقدرات الوفيرة الموجودة، يمكن أن ترتفع إلى 10 مليارات دولار مع التوجيه الذكي لسماحة السيد والقيادة الحكيمة لقداسة آية الله خامنئي". ونحن على استعداد لاستخدام كافة الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدفد
وأضاف رئيس الوزراء الباكستاني: "باكستان لن تسمح أبدا باتخاذ أي إجراء من أراضيها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن مستعدون للتعاون الشامل مع إيران في مجال مكافحة الإرهاب".
وأدان شهباز شريف بشدة جرائم النظام الإسرائيلي ضد الشعب المضطهد في غزة، وأضاف: "ستقف باكستان إلى جانب إخوانها الفلسطينيين حتى يتم تحرير أرضهم بالكامل".
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني أيضا دعم حكومته القوي للبرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وأعلن: "سنقف إلى جانب إيران على هذا المسار".
ارسال تعليق