قالیباف: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لن تتجه أبدًا نحو بناء أسلحة نوویة

وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن أقوى أجهزة الطرد المركزي الموجودة اليوم تم بناؤها على أيدي الشباب الإيراني المبدع، وقال: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتجه أبدا نحو بناء الأسلحة النووية، لكنها تستخدم هذا العلم".

startNewsMessage1

وذكرت وكالة عاشوراء نيوز نقلا عن وكالة مهر للأنباء أن محمد باقر قاليباف الموجود في إندونيسيا لحضور المؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني الدولي للدول الإسلامية، التقى وناقش مع مجموعة من العلماء المسلمين والمفكرين الأكاديميين الإندونيسيين على هامش المؤتمر اليوم.

وحضر اللقاء أيضا محمد بروجردي، سفير إيران لدى إندونيسيا، وحجة الإسلام متقي، رئيس ممثلية جماعة المصطفى في إندونيسيا، وحجة الإسلام حكيم اللهي، رئيس المركز الثقافي الإسلامي في جاكرتا وممثل المرشد الأعلى في إندونيسيا.

في هذا اللقاء، اعتبر قاليباف إندونيسيا دولةً قويةً في العالم، معتبراً إياها أكبر دولة من حيث عدد سكانها المسلمين، وقال: "إندونيسيا بلدٌ يتميز بتنوع الثقافات والجماعات والأذواق. ومع ذلك، يعمل شبابها المثقفون والنخبويون يداً بيد، وفي ظل الظروف العالمية الراهنة، يتمتعون بروحٍ نضاليةٍ ونهجٍ يرتكز على العقلانية والروحانية والعدالة، وهو شرفٌ للعالم الإسلامي".

وتابع رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "بصفتي أخًا لكم، يشرفني أن أعيش في عصرٍ فهمتُ فيه الإمام الخميني (رحمه الله). لقد عرفتُ الإمام (رحمه الله) منذ أن كنتُ في الخامسة عشرة من عمري، عندما كان في منفاه في النجف الأشرف". اليوم يصادف عيد ميلادي الرابع والستين، وأنا الراوي للسنوات الخمسين التي عرفته فيها.

وتابع مؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، مذكراً بأن الإمام رحمه الله ينقل عن المعصوم عليه السلام قوله: (الكلمة التوحيد، والتوحيد الكلمة). اليوم، أنت وأنا نحتاج إلى الصدق والحب والتسامح في كل المواقف. إذا كانت الوحدة والنضال وأداء الواجبات الدينية مهمة بالنسبة لنا، فلا ينبغي لنا أبداً إهمال هذه العناصر الثلاثة.

وتابع قاليباف أن الشيعة والسنة أو المجموعات الحزبية المختلفة لا يختلفون عن بعضهم البعض في مثل هذه الظروف، وقال: "يجب أن نحافظ على مبدأ الوحدة على أساس الحقائق القائمة ولا نشك في أن كل جهد أعداء الإسلام، وعلى رأسهم أمريكا المجرمة، هو استخدام كل الوسائل لتقسيم المسلمين وسيواصلون سياستهم بكل شر". في الماضي، اتبعت بريطانيا هذه السياسة، ثم هولندا، واليوم تتبعها الولايات المتحدة.

وتابع رئيس السلطة التشريعية في اشارة الى فترة نفي الامام الخميني (رض) الى النجف الاشرف بعد احداث 15 حزيران، وقال: "ان النقطة الاهم في معارضة الامام (رض) للنظام البهلوي كانت صداقته مع النظام الصهيوني". وكان يعتقد أن النظام الصهيوني هو أيضاً دمية في يد أميركا، وهو سبب كل النزاعات والحروب في المنطقة، وهو ما فعله بمساعدة البريطانيين. ولذلك فإن نضالنا ضد أميركا والنظام الصهيوني هو نضال مقدس يرتكز على التربية القرآنية، ونحن لا نناقش السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة فحسب، بل هو نقاش حول الحق والباطل.

إن تحرك حماس في السابع من أكتوبر كان رد فعل دفاعي

وأضاف: إن الإمام الخميني (رحمه الله) كان يعتقد أن العلاقة بين أمريكا وإيران علاقة شفقية. إن الإجراء الذي اتخذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان بمثابة رد فعل دفاعي. ونحن نؤكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة لأننا يجب أن نرى ما هو نوع العدو القاسي الذي نواجهه، والذي نشهد مثالاً على ذلك في غزة.

وتابع قاليباف مؤكدا على ضرورة الوحدة بين المسلمين وقال: كان الإمام الخميني (رحمه الله) يعتقد أنه لو سكب كل مسلم دلوا من الماء على الأراضي المحتلة فإن هذه الأرض سوف تغسل. ولسوء الحظ، كانت أفعالنا على أرض الواقع اليوم ضئيلة وغير مستحقة. وفي الوقت نفسه، من المؤسف أن بعض الدول الإسلامية، في ظل هذه الظروف التي تمنع فيها المياه والغذاء عن الفلسطينيين، تقوم بتوفير التسهيلات مثل الغذاء والوقود للصهاينة.

لا بد وأن تكون جهود الدول الإسلامية ضد إسرائيل ذكية للغاية.

وأكد أن "جهود الدول الإسلامية ضد إسرائيل يجب أن تكون ذكية للغاية"، مضيفا: "الأميركيون يحاولون تقليد خطة إبراهيم الشهيرة وإضفاء الشرعية عليها". وفي الوقت نفسه، فإن أحد مفاخر الحكومة والشعب الإندونيسي، الذي يضم 300 مليون مسلم، هو أنهم لم يستسلموا ولن يستسلموا لهذه القضية.

وأشار سماحته إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمر بظروف خاصة، وقال: "عندما انتصرت الثورة الإسلامية في عام 1979، كان العالم في حالة ثنائية قطبية بحتة بين الشرق والغرب".

كان النظام البهلوي في خدمة الغرب وأميركا بشكل كامل، ويلعب دور جنديها في المنطقة، ولكن في مثل هذه الظروف حققت الثورة الإسلامية النصر بشعار "لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية".

وأضاف قاليباف: "في ذلك الوقت لم تكن الأوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لبلدنا جيدة، وبعد انتصار الثورة بوقت قصير تعرضنا لهجوم من دولة أخرى، وحاربنا نظام البعث العراقي لمدة 8 سنوات، لكننا تمكنا من الصمود والنجاح في مثل هذه الظروف، أي أننا لم نخسر شبراً واحداً من أرضنا".

وتابع رئيس مجلس الشورى الإسلامي: لقد كان الإمام الخميني (رحمه الله) يؤمن بأننا "نستطيع"؛ إن نقطة ظهور هذه الجملة كانت أثناء الحرب، أي أنه لم تكن لدينا أية منشآت أو معدات عسكرية أثناء الدفاع المقدس، ولم تكن أي دولة تساعدنا. ولكن بمواصلة مسيرتنا، تمكنا من الوصول إلى نقطة اليوم حيث شاهدتم الصواريخ تطلق في عمليات صادق 1 وصادق 2، والتي كانت من بين أكثر أنواع الصواريخ تقدماً، وكل هذا تم على أيدي علماء تم وضع أسسهم الفكرية خلال الحرب.

وأكد أيضاً: "من المهم الإشارة إلى أن تنفيذ عمليتي صادق 1 و2 تم بعد عدوان النظام الصهيوني على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية عند القنصلية الإيرانية في سوريا". لقد تم تنفيذ هذه العمليات ضد النظام الصهيوني المدجج بالسلاح والذي كان مدعوما من قبل حلف شمال الأطلسي والعديد من الدول في المنطقة.

50% من الذخيرة التي يحتاجها النظام الصهيوني تأتي من الأوروبيين

وأضاف قاليباف: اليوم 50 بالمئة من الذخيرة التي يحتاجها النظام الصهيوني تأتي من الأوروبيين، في حين أن أوكرانيا في حالة حرب وبدلا من دعم هذا البلد فإنهم يدعمون النظام الصهيوني. لذلك لا يجب أن تيأسوا وتتصوروا أننا لا نملك القوة للقتال. ومن الناحية العلمية والتكنولوجية فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعد بلا شك من بين الدول الخمس الأولى في العالم في مجال الفضاء والطيران، وتتمتع بقدرات فريدة تعتبر من الإمكانات الواعدة للعالم الإسلامي.

وتابع رئيس السلطة التشريعية: "قدرتنا العسكرية لا تعني أننا سنهاجم أي مكان. لن نبدأ أي حرب أبدًا، بل نستخدم قدراتنا العسكرية للدفاع". إذا سمح أي عنصر بانتهاكنا أو الاعتداء علينا، فإننا لن نصمت أبدًا وسندافع عن أنفسنا بالتأكيد ضد أي عدوان.

وفي إشارة إلى القدرات العالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجالات الصحة والصرف الصحي والمعدات الطبية، قال: "على الرغم من مشاكل العقوبات، فإن إيران لديها ما تقوله في مجال تكنولوجيا النانو، وفي بعض قطاعاتها، فهي من بين الدول الثلاث الأولى في العالم". كما وصلت بلادنا إلى مستويات في مجال الذكاء الاصطناعي تعد مصدر فخر للعالم الإسلامي.

وأشار قاليباف أيضا إلى وضع المرأة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: "كان أحد العوامل الأكثر تأثيرا في انتصار الثورة الإسلامية في إيران هو وجود المرأة في هذه العملية". وبعد ذلك أصبح الإمام (رحمه الله) يؤكد دائماً على حضور المرأة في كافة المجالات. قبل انتصار الثورة كان عدد النساء اللواتي يدخلن الجامعة منخفضاً جداً، لكن بعد ذلك نرى، حسب الإحصائيات، أن هذا العدد ارتفع بشكل كبير.

لن تتجه إيران أبدًا نحو بناء الأسلحة النووية.

وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي أيضاً إلى الجولة الجديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران والتي تجري بشكل غير مباشر، وقال: "إن كل جهودهم للتفاوض تأتي لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الدول الرائدة في العالم في مجال الصناعة النووية". ويعتقدون أن إيران ليس لها الحق في تخصيب اليورانيوم، في حين أن هذا حق الأمة الإيرانية.

وتابع قاليباف: "اليوم تم بناء أقوى أجهزة الطرد المركزي على أيدي الشباب الإيراني المبدع". إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسعى أبدًا إلى تطوير الأسلحة النووية، لكنها تستخدم هذا العلم في مجالات الطب والبيئة والزراعة وما إلى ذلك. ومن حقنا أن نستخدم القدرة النووية، ونحن نستخدمها لصناعة البلاد، ونحن نعتقد أن هذه القدرة هي للعالم الإسلامي بأكمله.

وأضاف: "اليوم أطلقت النساء الإيرانيات حملة وقامن حتى بالتبرع بأساورهن الذهبية للشعب الفلسطيني". ولذلك وقفت المرأة الإيرانية دائما إلى جانب الرجل في كافة المجالات للحفاظ على مبادئ الثورة.

وتابع قاليباف مؤكدا: إن قوة العالم الإسلامي وعظمته وتقدمه في الأبعاد المادية والمعنوية، بما في ذلك العلم والنفوذ وإنتاج المعرفة والثروة والمكانة التي تؤدي إلى الاستقلال، تعتمد على استغلال طاقة الشعب والأمة الإسلامية. إن الاعتقاد بأن الحكومات قادرة على التصرف بمفردها هو اعتقاد خاطئ.

واختتم رئيس مجلس الشورى الإسلامي كلمته بالقول: إن ترويج الحركات في كافة المجالات سيؤدي إلى الإنتاجية، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى إحياء الإسلام، وتحقيق الشرف والكرامة للمجتمع الإسلامي، وتعزيز الوحدة. نحن نحاول إقامة الاتصال اللازم بين مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى الإسلامي والمؤسسات الإسلامية العاملة في إندونيسيا.

كما أعرب عدد من العلماء الإسلاميين والمفكرين الأكاديميين الإندونيسيين الحاضرين في الاجتماع عن مخاوفهم، خاصة في العالم الإسلامي، وأكدوا على قضايا مثل ضرورة الاهتمام بفلسطين ومواجهة جرائم النظام الصهيوني، وضرورة تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية، والوحدة بين المسلمين.

وأشاروا أيضاً إلى العقوبات الأميركية الجائرة ضد بعض الدول، ودعوا إلى إيجاد حلول من قبل الحكومات، بما في ذلك في الدول الإسلامية، واعتبروا إرساء السلام والاستقرار من بين الحلول لتنمية الدول.

 

ارسال تعليق