المقاومة تُطوّر أسلحتها من ناحیة المدى والدقة والقوة التدمیریة

قال الصحفي والكاتب الفلسطيني، عبد الرحمن نصار، ان المقاومة الفلسطينية تُطوّر تجهيزاتها وعتادها وأسلحتها من ناحية المدى والقوة التدميرية ودقة الإصابة.

startNewsMessage1

بحسب عاشوراء نيوز التي نقلتها وكالة مهر الأنباء، يعتبر العمل الجهادي قدوة طيبة ومباركة في طريق النصر والتحرير، وما قام به الشهيد "أبو شخيدم" فما هو الا عمل بطولي دفاعاً عن القدس وأهله، فالمسجد الأقصى يُعتبر علامة فارقة في تاريخ الجهاد والنضال، وسيصبح نقطة تحول في طريق المقاومة.

وحطّم بعمله البطولي الذي قام به الشهيد "أبو شخيدم" أسطورة الأمن الصهيونية الذين يتباهون بها على أبواب المسجد الأقصى، وارسل الشهيد رسالة الى كيان الاحتلال مفادها أن المقاومة مستمرة بكل الطرق والوسائل وخاصة الكفاح المسلح، كونه الطريق الأقرب لردع الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات.

وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر "وردة سعد" حوارا صحفيا مع الصحفي والكاتب الفلسطيني "عبد الرحمن نصار"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

* ما الرسالة التي تلقاها الاحتلال الصهيوني من عملية الشهيد "أبو شخيدم" ؟

كانت العملية مفاجأة على أكثر من مستوى لكنها جاءت ضمن السياق العام لانتفاضة القدس التي انطلقت عام 2015. صحيح أن الاحتلال يرى أن هذه الهبة الشعبية ربما تكون قد خفتت كثيراً لكنها لم تنتهِ. أما الرسالة الأهم، فهي أن العمليات متواصلة، وأن كل عملية ناجحة يسقط فيها شهداء ومصابون تستجلب عمليات أخرى تباعاً.

ومنذ أكثر من خمس سنوات لم يجد الاحتلال حلاً لهذا النوع من العمليات لأنه يعتمد على شخص واحد للتنفيذ دون وجود خلايا منظّمة، وهذا ما يصعّب على العدو توجيه ضربات استباقية ضد المنفذين لأنه لا يملك أي معلومات مسبقة.

ويُلاحظ أن تنفيذ هذه العملية ليس مشروطاً بالليل أو بمناطق معزولة، بل تحدث في وضح النهار وفي شوارع مزدحمة، وهذا يدل على جرأة كبيرة، فضلاً عن أن لدى المنفذ أقل من ثلاثين ثانية لتنفيذ عمليته... ثم الاستشهاد أو الاعتقال وهو مصاب.

* كيف ستنعكس عملية باب السلسلة على واقع الاحتلال وامنه ؟

الفكرة الأساسية التي ترسخت لدى الاحتلال والمستوطنين بعد انتهاء الانتفاضة الثانية هي انتهاء الخوف من الموت في أي لحظة، حين كانت العمليات الاستشهادية في أشدها.

نحن هنا نتحدث عن سنوات ما بين 2000 إلى 2005 تقريباً. منذ ذلك الوقت حتى 2015 عاش الاحتلال هدوءاً نسبياً في جبهة الداخل، بخلاف صواريخ المقاومة من غزة التي كانت أيضاً محدودة في أوقات التصعيد والحروب، ولم تتسع دائرة نيرانها إلا أخيراً.

الآن هذه العمليات تعيد الواقع القديم، وهو فقدان الأمان الشخصي لكل مستوطن أو جندي صهيوني في فلسطين كلها. صحيح أن عدد العمليات الفردية كان أقل في المناطق المحتلة عام 1948 لكن حدثت هناك عدد من العمليات، الكثافة في القدس والضفة لكن يمكن أن ينتقل المشهد سريعاً إلى الداخل خاصة جراء الضغط المضاعف الذي يمارس على الفلسطينيين هناك من بعد مشاركتهم في "هبة الكرامة".

* لماذا يتخوف العدو الصهيوني من تنامي المقاومة المسلحة في الضفة المحتلة سيما في ظل التجارب الصاروخية التي تجريها المقاومة الفلسطينية ؟

الضفة بامتدادها الجغرافي والتوزع السكاني فيها تمثل عمقاً مهماً في الخريطة الفلسطينية، وتمس بصورة أساسية الأمن القومي الصهيوني، لذلك إن رصاصة في الضفة توازي صاروخاً من غزة، وطعنة سكين أو حجراً في القدس أو أراضي 1948 تفوق في القلق الأمني الرصاص والصواريخ، وللاحتلال تجربة مريرة مع الضفة في الانتفاضتين الأولى والثانية... هذا أيضاً يسبب أزمة وعي لدى العدو.

ولذلك بقي يعمل بنفسه وبيده داخل مدن الضفة وبلداتها وقراها حتى رغم وجود مساعدة أمنية تقدمها إليه السلطة الفلسطينية، وهو لا يريد تكرار نموذج الانتفاضة الثانية ولا السماح أبداً بتنامي أي مقاومة مسلحة مجدداً، كما يحدث الآن في مخيم جنين.

وبخصوص التجارب الصاروخية التي تجريها المقاومة هي في غزة حصراً، لا علاقة لها بالضفة حالياً، وهذه التجارب تدل على أن المقاومة في غزة أعادت تذخير مخزونها، هذا أولاً، وتطوّر أسلحتها من ناحية المدى والقوة التدميرية ودقة الإصابة، هذا ثانياً.

* كيف تقرأ توسع العدو الصهيوني في القدس ؟

موضوع التوسع الاستيطاني أساسي في تركيبة الاحتلال الإسرائيلي، انه إذا توقف هذا التوسع لأي سبب كان وفي أي مرحلة، نكون نتحدث عن انهيار الاحتلال وكيانه ونموذجه.

إذا لم يتوسع الاحتلال الصهيوني خارج الحدود، فهو حتماً سيتوسع داخلها... وإلا ستتمزق الحالة الصهيونية من الداخل. الآن التركيز شديد جداً على القدس، والعمل لا يزال جارياً في الضفة.

/انتهى/

ارسال تعليق