وفي نقاش متوتر في اتحاد أكسفورد، بعد التصويت، اعتبر معظم الأعضاء أن النظام الصهيوني "يشكل التهديد الأعظم في الشرق الأوسط".
وفقًا لموقع عاشوراء نيوز، نقلاً عن وكالة أنباء فارس، قدّم اتحاد أكسفورد، أحد أقدم وأعرق جمعيات المناظرات في العالم، في مناظرة مثيرة للجدل، بأغلبية 265 صوتًا مقابل 113 صوتًا، النظام الصهيوني على أنه السبب الرئيسي والأكبر لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مقارنةً بإيران. وكان السؤال المطروح في هذه المناظرة: "أيهما يُشكّل التهديد الأكبر لمنطقة الشرق الأوسط؟ الجمهورية الإسلامية الإيرانية أم إسرائيل؟" وقد لاقت هذه النتيجة، التي تحققت بتصويت أعضاء الاتحاد، صدى واسعًا في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، واعتُبرت دليلاً على تحوّل في موقف جيل الشباب الغربي تجاه القضايا الإقليمية. وعُقد الاجتماع بحضور شخصيات بارزة من كلا طرفي المناظرة. وكان من بين مؤيدي هذا الاقتراح، الذي اعتبر إسرائيل التهديد الأكبر، محمد اشتية، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية، وعطالله مهاجراني، وزير الثقافة الإيراني السابق. في كلمته، وصف اشتية النظام الصهيوني بأنه "دولة استعمارية وتوسعية أسستها قوى استعمارية"، ووصفه بأنه "دولة بغيضة يجب إيقافها". وفي إشارة إلى هجمات إسرائيل على غزة، وانتهاكاتها لقرارات الأمم المتحدة، وترسانة النظام النووية، ونظامه العنصري ضد الفلسطينيين، أكد قائلاً: "يجب علينا جميعاً أن نقول إن إسرائيل هي أكبر مزعزع للاستقرار في المنطقة".
وتحدث مهاجراني أيضاً، مركّزاً على الأبعاد التاريخية والجيوسياسية، واصفاً أفعال إسرائيل بأنها "عدوان متخفٍّ في زي الدفاع". وأضاف أن النظام الصهيوني يجرّ القوى العالمية إلى صراعات إقليمية، ويلعب دوراً محورياً في توترات الشرق الأوسط. ومن جانب المعارضة، حضر هيليل نوير، مدير منظمة هيومن رايتس ووتش، ودومينيك تشيلكوت، السفير البريطاني السابق لدى إيران. وصف نوير الاقتراح بأنه "انقلاب على الواقع"، ووصف إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار"، مدعيًا أن "إيران تُصدر الحرب وانعدام الأمن عبر الحرس الثوري الإسلامي"، ومدعيًا أن الدول العربية المعتدلة، مثل السعودية والأردن، تعتمد سرًا على إسرائيل من أجل البقاء. اتهامات ومزاعم لم تُقبل في النهاية من الغالبية العظمى من الحاضرين في الاجتماع. ووفقًا لتقارير إعلامية، اتسمت أجواء النقاش بالتوتر وردود فعل حادة. وخلال جزء من الاجتماع، وصف نوير غزة بأنها "دولة ساحلية ذات إمكانيات رفاهية عالية"، والتي، على حد قوله، "تحولت إلى قاعدة عسكرية بسبب التدخل الإيراني". وقد صاحب هذا التعليق ردود فعل حادة واحتجاجات من العديد من الحاضرين في القاعة.
لاتحاد أكسفورد، الذي تأسس عام ١٨٢٣، تاريخ طويل في تنظيم نقاشات حساسة ومثيرة للجدل. ويمثل هذا التصويت ثاني موقف حازم للمؤسسة ضد النظام، بعد نقاش عام ٢٠٢٤ الذي وصف إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري مسؤولة عن إبادة جماعية". تباينت ردود الفعل على النتيجة الأخيرة. ووصفت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية المؤيدة لنتنياهو، بما في ذلك صحيفة جيروزالم بوست وإسرائيل هيوم، التصويت بأنه "انقلاب على الواقع"، بينما وصفه عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بأنه "انتصار للحقيقة". ويعتقد محللون أن هذا الحدث قد يؤثر على تشكيل الرأي العام تجاه السياسات الغربية في الشرق الأوسط.
ارسال تعليق