إن فهم اتجاهات الحديث والوعي بالمناهج المختلفة للحديث لا يوفر فهمًا أكثر دقة للتطورات الفكرية في حوزة قم فحسب، بل يوفر أيضًا الأساس للتفكير المستقبلي في مجال دراسات الحديث.
وبحسب وكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن مراسل مهر، فإن الحديث الشريف بعد آيات القرآن الكريم هو المصدر الرئيسي للتعاليم والأحكام الإسلامية، ويلعب دوراً هاماً وبارزاً في جميع العلوم الإسلامية، مثل تفسير القرآن الكريم، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والفلسفة، والتاريخ، والأخلاق، والتصوف. يحتوي القرآن الكريم على المبادئ الأساسية للإيمان والأخلاق والأحكام، ويحتاج تفسيره وتفصيله وتطبيقه في مختلف المواقف إلى شرح وتفسير النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام). ما ستقرأه فيما يلي هو مراجعة لاتجاهات الحديث في الحوزة العلمية في قم خلال المائة عام الماضية، بقلم حجة الإسلام محمد الحائري الشيرازي:
لقد أصبحت الحوزة العلمية في قم خلال القرن الماضي مركزاً مهماً لإعادة النظر في مجال الحديث وعلوم الحديث. ومنذ إعادة تأسيس هذه الحوزة على يد المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، ظهرت حركات حديثية عديدة، كل منها قدمت صورة مختلفة عن العلاقة بين الحديث والقرآن والعقل والتراث الإسلامي.
ثلاثة مناهج رئيسية للتعامل مع الحديث
يمكن تصنيف منهج الحديث في هذا العصر إلى ثلاثة مناهج عامة: الأقصى، والمتوسط، والأدنى.
ترى الحركة المتطرفة أن الأصل هو قبول الحديث، وأنه لا يمكن رده إلا في حالات خاصة. تتمتع هذه الحركة، المعروفة أحيانًا باسم الحركة "الإخبارية" أو "الحديثية"، برؤية متطرفة للنصوص السردية، وقد عبرت داخلها عن مجموعة من المناهج المتطرفة والمعتدلة والحد الأدنى.
في المقابل، تصر الحركة الحدية، التي تجد جذورها في فكر القرآنيين السنة وفروعهم الشيعية، على مبدأ أن الروايات التي تتفق بشكل قاطع مع القرآن فقط هي ذات قيمة. وفي مواجهة حوادث مثل التزوير وتحريف الحديث، نظرت هذه الحركة إلى تقاليد الحديث بحذر شديد، واشترطت قبول الروايات بمعايير صارمة.
أما التيار الوسطي، والذي يضم أبرز شخصيات الحوزة العلمية في قم، مثل آية الله البروجردي، والإمام الخميني، والعلامة الطباطبائي، وآية الله المعرفة، فقد قام بصقل التراث الروائي من خلال وضع معايير محددة بين القبول المطلق والرفض الكامل للحديث. مع الحفاظ على قدسية الحديث، التزمت هذه الحركة أيضاً بنقدها العلمي.
توسع العلوم المتعلقة بالحديث
ومن التطورات المهمة في حوزة قم العلمية توسع الاهتمام بالعلوم الفرعية للحديث، مثل تاريخ الحديث، ومكانة الحديث وأسبابه، وفقه الحديث. ورغم أن هذه العلوم لم تصبح بعد فروعاً كاملة ومستقلة، إلا أن الباحثين البارزين من أمثال علماء الإسلام، السيد محمد كاظم الطباطبائي، والأستاذ مهدوي راد، وعبد الهادي المسعودي، وضعوا أسساً متينة لهذه الفروع.
إن النظر في تاريخ الحديث مكن من فهم التطورات داخل النصوص السردية بشكل أفضل، ومهد الطريق لإصدار أحكام أكثر دقة في مجال نقد الحديث. ومن ناحية أخرى، لعبت موضوعات مثل علم أمراض الروايات ودراسة تحريفات الأحاديث دوراً حاسماً في تفسير صحة الروايات.
نقد الحديث في مجال الحديث
ورغم أن نقد الأحاديث السنية لم يكن بارزاً جداً في الحوزة العلمية في قم، ويرتبط في الغالب باسم العلامة السيد مرتضى العسكري، إلا أن نقد الأحاديث الشيعية كان له مكانة خاصة في هذه الحوزة. وقد حاولت شخصيات مثل العلامة الشراني ونعمة الله صالحي نجف آبادي إعادة تعريف مكانة الحديث في المعرفة الدينية من منظور علمي وعادل.
تيارات التصحيح والبحث وإحياء نصوص الحديث
وتتجلى أهمية تصحيح نصوص الحديث في المائة سنة الأخيرة بوضوح في مؤلفات شخصيات مثل علي أكبر الغفاري (في تصحيح الكتب الأربعة)، ورباني الشيرازي (في تصحيح وسائل الشيعة وبحار الأنوار)، والعلامة الشعراني (في تصحيح شرح الكافي). كما لعب معهد دار الحديث دوراً لا مثيل له في إحياء تراث الحديث من خلال تكوين باحثين ملتزمين.
وبحسب رسول عاشوراء، نقلاً عن رسول مهر، فإن الحديث الشريف بعد آيات القرآن الكريم هو المصدر الرئيسي للتعاليم والأحكام الإسلامية، وله دور كبير في جميع العلوم الإسلامية، مثل تفسير القرآن الكريم، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والفلسفة، والتاريخ، والأخلاق، والتصوف. إن القرآن الكريم يتضمن المبادئ الأساسية للإيمان والأخلاق والأحكام، وهو يحتاج إلى التفسير والتفصيل والتطبيق في مختلف المواضع على تفسير وبيان النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام). سنقرأ فيما يلي مراجعة لاتجاهات الحديث في الحوزة العلمية في قم خلال المائة عام الماضية، بقلم حجة الإسلام محمد الحائري الشيرازي:
لقد أصبحت الحوزة العلمية في قم خلال القرن الماضي مركزاً مهماً لإعادة النظر في مجال الحديث والعلوم الحديثة. ومنذ إعادة تأسيس هذه الحوزة على يد المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ظهرت حركات حديثية عديدة، وكلها تحمل صورة مختلفة عن العلاقة بين الحديث والقرآن والعقل والتراث الإسلامي.
هناك ثلاث طرق رئيسية للتفاعل مع الحديث الشريف
ومن الممكن تقسيم منهج الحديث في هذا العصر إلى ثلاثة مناهج عامة: الأقصى، والمتوسط، والسفلي.
والمطرفة المطرفة هي أن الأصل قبول الحديث، ولا يمكن رده إلا في حالات خاصة. هذه الحركة، المعروفة أحيانًا باسم "الإخبارية" أو "الحديثية"، لديها رؤية متطرفة للنصوص التاريخية، وقد علمني أعضاؤها عن المناهج المتطرفة والمعتدلة والحد الأدنى.
ومن ناحية أخرى فإن الحركة الهادية التي تجد جذورها في الفكر القرآني السني وفروعه الشيعية تقوم على مبدأ أن الروايات التي تتفق مع القرآن موافقة قطعية هي وحدها ذات قيمة. وأمام حوادث مثل تحريف وتزوير الحديث فإن تعامل هذه الحركة مع تقاليد الحديث حذر للغاية، وقبول الروايات يخضع لمعايير صارمة.
وأما المدرسة الوسطية التي تضم أبرز شخصيات الحوزة الجردية في قم، مثل آية الله البورجاردي، والإمام الخميني، والعلامة الطباطبائي، وآية الله المرافعي، فقد طور رواية الراوي بوضع معايير محددة بين القبول المطلق والرفض الكامل للحديث. ومع الحفاظ على قدسية الحديث فإن هذه الحركة تحتاج أيضاً إلى النقد العلمي.
تطور العلوم المتعلقة بالحديث
ومن أهم التطورات في ميدان قم العالمية هو توسع الاهتمام بفروع الحديث، مثل تاريخ الحديث، ومكان الحديث ومصادره، وفقه الحديث. ورغم أن هذه العلوم لم تصبح فروعاً كاملة ومستقلة فيما بعد، إلا أن أبرز الباحثين، أمثال علماء الإسلام السيد محمد كاظم الطباطبائي، والأستاذ مهدوي راد، وعبد الهادي المسعودي، وضعوا قاعدة متينة لهذه الفروع.
إن النظر إلى تاريخ الحديث يسمح لي بفهم التطورات داخل النصوص السردية بشكل أفضل، ويمهد الطريق لإصدار أحكام أكثر دقة في مجال نقد الحديث. ومن ناحية أخرى فإن تناول موضوعات مثل أمراض الروايات ودراسة تحريفات الأحاديث له أهمية بالغة في تفسير صحة الروايات.
نقد الحديث في مجال الحديث
ورغم أن نقد الأحاديث السنية لم يكن بارزاً جداً في الحوزة العلمية في قم، ويرتبط في الغالب باسم العلامة السيد مرتضى العسكري، إلا أن نقد الأحاديث الشيعية كان له مكانة خاصة في هذه القاعة. وقد حاول شخصيات مثل العلامة الشوراني ونعمة الله صالحي نجف آبادي إعادة تعريف مكانة الحديث في المعرفة الدينية بشكل علمي ومنصف.
عمليات تصحيح ومناقشة وإحياء نصوص الحديث
وتتجلى أهمية تصحيح نصوص الحديث في السنة المائة من السنة الماضية بشكل واضح في مؤلفات شخصيات مثل علي أكبر الغفاري (تصحيح الكتب القدرية)، وفرباني الشيرازي (تصحيح أساليب الشيعة وبحار الأنوار)، والعلامة الشعراني (تصحيح شرح الكافي). إن الدور الذي تلعبه معاهد الحديث ليس بالقليل في إحياء تراث الحديث من خلال تكوين العلماء الملتزمين.
ارسال تعليق