وقال رئيس منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية: "جبهة المقاومة مستمرة على نهج عاشوراء، والآيات القرآنية هي منارة هذه الحركة الإلهية، وقادة المواكب يخدمون زوار الأربعين بتضحيات شعبية لا حكومية".
وبحسب وكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، قال حجة الإسلام مهدي خاموشي، رئيس منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية، في مؤتمر أقيم لتكريم رواده وخدم أربعين الحسين، والذي عُقد اليوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، مشيراً إلى الصلة التاريخية والروحية بين حركة عاشوراء وحركات المقاومة الإسلامية في العصر الحديث: "لقد نشأت اليوم جبهة تُسمى المقاومة ضد نظام الهيمنة، والتي تعود جذورها العميقة إلى عاشوراء والرسالة التاريخية للإمام الحسين (عليه السلام)."
وأضاف: "إذا تحدثنا اليوم عن مفاهيم مثل الجهاد والتضحية والخدمة الصادقة، فهذه كلها إرث ثقافة عاشوراء التي تبلورت في سياق الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، والآن في جبهة المقاومة الإقليمية.
صرح رئيس هيئة الأوقاف بأنه بعد انتهاء الحرب المفروضة، تشكلت جبهة المقاومة كامتداد ثقافي وعملي لتلك الحقبة، وأضاف: شهدنا في السنوات الأخيرة ظهور نماذج يُحتذى بها كالقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، الذي أحيا روح عاشوراء في ساحات الوغى. في الواقع، إذا أردنا تقسيم رسالة عاشوراء في عصرنا إلى عناوين، فيمكننا الإشارة إلى الثورة الإسلامية، والدفاع المقدس، وجبهة المقاومة. هذه ليست مجرد انعكاسات سياسية، بل هي تجليات لاستمرار ثقافة عاشوراء.
وأكد حجة الإسلام خاموشي أن تيار الاستكبار اليوم يواجه جبهة المقاومة بكل صراحة ووضوح، قائلاً: لم يعد العدو يتحدث بطريقة مُبطّنة. حتى رئيس الولايات المتحدة، ترامب اللعين، يتحدث اليوم علنًا عن العداء لإيران وجبهة المقاومة في خطابات وتجمعات مختلفة. لقد أثاروا قضية لا حرب ولا سلام، وهدفهم الوحيد هو إيقاف تقدم الأمة.
وتابع: في مثل هذه الظروف، يُمثّل القرآن الكريم لنا نبراسًا وخارطة طريق. ترتبط آياتٌ عديدةٌ ارتباطًا مباشرًا بمفاهيم كالجهاد والغنائم والتضحيات والوصاية. فعلى سبيل المثال، تُبيّن قصة الغنائم في القرآن الكريم، المذكورة في سورة الأنفال، بوضوح كيف قسّم الله الغنائم بين المهاجرين والأنصار. ذهبت معظم الغنائم إلى المهاجرين، لكن لم يُبدِ أحدٌ من الأنصار اعتراضًا، لنقاء نواياهم وتضحيتهم في سبيل الله.
وأضاف حجة الإسلام خاموشي: نشهد اليوم تكرارًا لهذه الثقافة على جبهة المقاومة، لا سيما خلال مسيرة الأربعين. يُنفق قادة المواكب الإيرانية والعراقية، دون أي توقعات، ما يملكونه وما لا يملكونه على زوار سيد الشهداء (عليه السلام). حتى أن بعضهم يُصبح مدينًا، لكنهم ما زالوا على استعدادٍ لمواصلة هذا النهج وسداد دينهم بشرفٍ في العام التالي.
في جانب آخر من كلمته، قال رئيس هيئة الأوقاف: "إن قادة المواكب، سواء في إيران أو العراق، لا يسعون لخدمة الشعب فحسب، بل إن هذه الخدمة نابعة من حب عميق لله وأولياء الله وأولياء العصر. عندما نشارك في المواكب العراقية، نُستقبل بأقصى درجات الاحترام والمحبة وكرم الضيافة. هذا المستوى من الخدمة والتفاني نابع من إيمان هؤلاء الناس الراسخ بآل البيت (عليهم السلام).
وأكد حجة الإسلام خاموشي على الطابع الشعبي لهذه الحركة العظيمة، قائلاً: "إن حجم النفقات التي تُنفق على تنظيم المواكب باهظ للغاية لدرجة أن أي حكومة لا تستطيع دعمها بمفردها. من الخطأ الاعتقاد بأن الحكومات قادرة على استبدال هذا الجيش الشعبي. إن عظمة هذه الحركة تكمن في طابعها الشعبي. لقد جعل قادة المواكب هذه الخدمة العظيمة ممكنة بتضحياتهم وتفانيهم واستخدامهم لمدخراتهم، حتى ما لا يملكونه".
واختتم قائلاً: "الأربعين الحج رمزٌ للحضارة الإسلامية ووحدة الأمة. هذا النهج هو نهج الحسين بن علي (عليهما السلام)، الذي يتجلى اليوم في جبهة مقاومة وخدمة صادقة للحجاج. علينا أن نُقدّر هذه الثقافة، ولا نسمح للآراء المادية أن تُسلبها صدقها.
ارسال تعليق