Ashooranews.ir
أسلحة إیران العابرة ضد إسرائیل

إن الإشارة إلى مبادرة "الحزام والطريق" والتعبير عن الرغبة الجادة في دمج إيران في هذه المبادرة هي واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية التي تم التأكيد عليها خلال زيارة الرئيس للصين وخطابه في قمة شنغهاي، وهي الخطة التي يمكن أن تحبط مؤامرة العبور الإسرائيلية في المنطقة.

startNewsMessage1

وفقًا لأخبار عاشوراء، نقلاً عن وكالة أنباء فارس، وبالنظر إلى خطط الحكومة التنموية لمنطقة مكران، يبدو أنه بصرف النظر عن لعب دور نشط في الممر الشرقي الغربي، فإن الاتصال بممر CPEC كجزء من مبادرة الحزام والطريق يتطلب أيضًا اهتمامًا خاصًا في إطاري ربط العبور وإنشاء سلاسل قيمة جديدة. منطقة مكران وأهداف التنمية في جمهورية إيران الإسلامية تعد منطقة مكران واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في إيران مع إمكانية الوصول المباشر إلى المياه المفتوحة، والتي على الرغم من تمتعها بالعديد من المزايا الجيواقتصادية، فقد واجهت حتى الآن تحدي التخلف. في السنوات الأخيرة، كان هناك حديث متكرر عن ضرورة تطوير الأنشطة الاقتصادية الكلية في هذه المنطقة، وتم إطلاق مشاريع مثل تطوير ميناء شهيد بهشتي (تشابهار)، ووصلة السكك الحديدية بين تشابهار وزاهدان، وبناء مدينة مكران للبتروكيماويات. بشكل عام، يُعد تطوير الأنشطة الاقتصادية في منطقة مكران أحد القضايا التي كانت موضع إجماع بين صانعي السياسات والنخب في البلاد في السنوات الأخيرة وانعكس في الوثائق العليا بطرق مختلفة. على سبيل المثال، تؤكد السياسات العامة للتنمية الموجهة نحو البحر، والتي أُعلن عنها في ديسمبر 1402، على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لساحل مكران في الخطة الشاملة للتنمية الموجهة نحو البحر. يذكر البند (4) من المادة (48) من قانون خطة التقدم السابعة تطوير مكران بهدف أن تصبح مركزًا للإنتاج الدولي والتبادل التجاري والسياحي كأحد المشاريع الاقتصادية الوطنية الرئيسية، ويسرد البند (x) من المادة (101) من هذا القانون تطوير ساحل مكران كأحد الركائز المهمة في تعزيز مكانة جمهورية إيران الإسلامية على المستويين الإقليمي والدولي. الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني

يشمل مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الضخم مجموعة من مشاريع البنية التحتية وشبكات التعاون الاقتصادي، التي تُعزز، من جهة، التجارة والترابط الاقتصادي بين الصين وباكستان، وتوفر للصين، من جهة أخرى، طريقًا بريًا آمنًا للوصول إلى المياه المفتوحة دون المرور عبر مضيق ملقا. تتشابك الأهداف التنموية للصين وباكستان بشكل كبير في إطار مختلف مكونات هذا المشروع، بما في ذلك ميناء جوادر. ورغم التهديدات والقيود الأمنية القائمة، تبدو الصين عازمة على المضي قدمًا في هذا المشروع المشترك. ربط مكران بممر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني: النقل وسلاسل القيمة. تتمتع منطقة مكران بقرب جغرافي كبير من المكونات الرئيسية لهذا المشروع الضخم، مما يوفر، إلى جانب العلاقات المتنامية بين الدول الثلاث: إيران وباكستان والصين، إمكانيات فريدة لدمج إيران في هذا المشروع التنموي الضخم. على سبيل المثال، تبلغ المسافة بين مينائي تشابهار وجوادر الاستراتيجيين 90 كيلومترًا فقط، ويمكن بسهولة ربط ميناء تشابهار الاستراتيجي في إيران بممر النقل هذا عبر جوادر. لا تقتصر مشاركة إيران في هذا الممر الاقتصادي على النقل العابر. فعلى عكس الصين وباكستان، تتمتع إيران بإمكانية الوصول إلى موارد طاقة وفيرة، وتُعتبر مُصدّرًا صافيًا للطاقة، وبالتالي، يُمكنها الالتزام بتلبية احتياجات الصين وباكستان من الطاقة عبر هذا الممر.

والأهم من ذلك، يُمكن النظر إلى استمرار هذا الممر الاقتصادي من خلال إنشاء سلاسل قيمة وإنتاج جديدة بمشاركة إيران. ويمكن أن تكون السوق النهائية لمنتجات هذه السلسلة إحدى الدول الثلاث المعنية أو الأسواق الدولية، التي تتمتع الأخيرة بوصول جيد عبر طريقي تشابهار وجوادر. وستكون الصين مصدرًا مناسبًا لتمويل مشاريع التنمية في هذا الصدد، وتُعدّ سلاسل القيمة للبتروكيماويات والتعدين، والصناعات الغذائية، ومصايد الأسماك، والمنتجات الزراعية والحيوانية أمثلة على الصناعات ذات المزايا في هذا الصدد الاستراتيجي. كما يُمكن أن يُصبح التعاون المشترك مع الصين في منطقة مكران، بما يتماشى مع مشاريع التنمية العملاقة مثل الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، عنصرًا راسخًا في الرابطة السياسية بين إيران والصين وباكستان. في الواقع، إن إقامة مثل هذه العلاقات سوف تقنع الجانبين الصيني والباكستاني بأن إيران لم تمد يد الصداقة إليهما من باب الضرورة والإلحاح، وأن الرابطة الاستراتيجية بين إيران وهاتين الدولتين لن تتغير في ظل الرياح المواتية التي تهب من الغرب، نظراً لتشابك أهداف التنمية لدى الطرفين.

 

ارسال تعليق