أكد مسعود بزشكيان أنه يجب بناء أمة ومجتمع وفق نهج الإمام الرضا (ع)، وقال: "نهج الإمام يعني العدالة للجميع وعدم الظلم لأحد". ويجب أن يصبح هذا هو المبدأ الذي نتبعه في حياتنا، أي أنه لا يجوز معاملة أي أمة أو إنسان إلا بالعدل.
وبحسب موقع عاشوراء نيوز، في مساء يوم 5 مايو/أيار، وفي الحفل الختامي للمؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع) الذي عقد في قاعة القدس بالحرم الرضوي المقدس، قال مسعود بزشكيان، أثناء إحياء ذكرى الشهداء وشهيد الرئيس: "نحن نبذل كل جهد لإحياء طريق الأئمة". يقول الله في القرآن الكريم: "لقد خلقنا الإنسان في كُرْمٍ". كنت صباح اليوم في لقاء مع أعضاء مجلس الخبراء في قم، حيث سمعنا حديثاً مقدساً من رجل عظيم يقول إن الله خلق الأرض للإنسان، وأن حياة الإنسان تقوم على المعرفة، وأن المعرفة تقوم على العمل، وأن العمل يقوم على الإخلاص.
وأضاف: "الأرض عبارة عن كرة صغيرة في مسار المجرة". تبلغ المسافة من هذا الجانب من المجرة إلى ذلك الجزء 200 ألف سنة ضوئية. نحن هنا عبارة عن كرة صغيرة، غير مرئية بالمقارنة مع المجرة، ومجرة درب التبانة ليست حتى نقطة واحدة بين مليارات المجرات الأخرى. ومع ذلك يقول الله: ولقد خلقنا الأرض وما عليها للإنسان. يقول الله: "سأعلم الإنسان كل المعرفة والمهارة"، وأمر الجميع بالسجود له. فسجد الجميع إلا الشيطان، فإنه كان متكبراً ومتعالياً أمام العلم والحكمة.
وتابع الرئيس: "عندما كنا صغارًا، كنا نتجادل مع زملائنا في الجامعة، ونسألهم: 'ما مدى انفتاحكم على العالم؟' حتى أتمكن من معرفة الجانب الذي كنت فيه. إن كرامة الإنسان لا ترتبط بالعرق أو الأصل أو القبيلة، بل تنبع من الحكمة والمعرفة والصدق. من كان عند الله أتقى فهو أكرم. وفي لغة الإمام علي والقرآن الكريم فإن التقوى تعني القرار بلا خطأ والعمل لله. يقول الإمام علي (ع) في الخطبة 16 من نهج البلاغة: إن الضلال جواد جامح، والمخطئ يركب جواداً جامحاً ليس لجامه بيده وسينتهي إلى النار، والتقوى جواد أليف سيأخذه إلى الجنة. في التقوى لا معنى لمبدأ الهلاك.
وأكد بزشکیان أنه إذا كانت لدينا مشكلة، فيجب أن نلوم أنفسنا، مضيفًا: "إذا لم نتمكن من تطبيق العدالة والحقيقة كما ينبغي، فإن المشكلة هي مشكلتي، وليست مشكلة الناس. يجب أن أصلح نفسي، وليس المجتمع". لماذا الإمام الرضا حي إلى الأبد ولماذا يتبعه الناس بالحب؟ لأن حياته وسلوكه ملهمان، وينبغي لنا أيضًا أن نتبع طريقه.
وأكد سماحته أنه يجب علينا بناء أمة ومجتمع يتماشى مع نهج الإمام الرضا، وقال: "نهج الإمام يعني العدالة للجميع وعدم الظلم لأحد". ويجب أن يصبح هذا هو المبدأ الذي نتبعه في حياتنا، أي أنه لا يجوز معاملة أي أمة أو إنسان إلا بالعدل. طالب أخو الإمام علي منه أكثر مما يستحق من بيت المال، فعرض الإمام علي على أخيه مكواة ساخنة. هل نحن هكذا؟
وتابع الرئيس: "ينبغي أن نكون زينة لإمامنا، لا سبباً لعاره". يجب علينا أن نكون قادرين على كتابة إرشادات محددة لمجتمعاتنا والعيش بموجبها. نحن من يجب علينا في المجتمع أن نضع هذا الاعتقاد موضع التنفيذ. التقوى في العمل تعني التحرك بلا خطأ. لماذا لا تعملون بآيات القرآن؟ الحق مهم ويجب علينا التعبير عنه. يجب علينا أن نتكيف مع الحق. ربما أرتكب أخطاء في كل مرة ويجب أن أتكيف مع الحقيقة. كان الإمام الرضا يناقش الملحدين أثناء فترة ولايته للعهد.
وأضاف بيزكيان أن الإمام الرضا عاش في مجتمع كان حتى الملحدين يتمتعون فيه بالحق في الكلام، مضيفا: "ينبغي علينا أن نفعل الشيء نفسه". كان الإمام الرضا يتعامل مع الناس بالمنطق والعقل. لدينا المنطق ويجب علينا أن نستخدمه لإثبات وجهة نظرنا للشباب والجيل القادم. الحق علينا أن نطبقه، وليس أن نقول أننا أصحاب الحق. إذا ارتكبت أنا، كشخص مسؤول في البلد، خطأً، فيجب أن يتم التعامل معي.
وأضاف: "آمل أن يؤدي حضور العلماء والضيوف الأعزاء في هذا المؤتمر إلى توضيح مسار الإنسانية وإيجاد العدالة". يقول الإمام علي (ع): اعدل بين الناس وبين الله وبين نفسك وبين أهلك وأقاربك، فإنك إن لم تفعل فقد ظلمتَ. "من ظلم عباده فقد صار الله عدوا له"
وأكد الرئيس: "إذا أردنا جميعا للشعب ما نريده لأنفسنا ولفصيلنا، فإن هذه الحكومة ستستمر بالتأكيد وسيشرق نورها في العالم". لماذا يجب علينا نحن المسلمين أن نقاتل بعضنا البعض؟ إذا كنا متحدين، فهل تستطيع إسرائيل إذلالنا وتدميرنا؟ علينا أن نعود إلى أنفسنا ونطبق الوحدة والتلاحم داخل بلادنا ومع الدول الإسلامية.
ارسال تعليق