التدخل والتشویه؛ دور النظام الصهیونی فی تعطیل الدبلوماسیة

وتحاول إسرائيل تحويل مسار المفاوضات من خلال خلق أجواء سلبية عبر سلسلة من الإجراءات الإعلامية والسياسية والأمنية؛ وهو جهد رافقه رد فعل من جانب إيران وخلافات متزايدة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

startNewsMessage1

وبحسب موقع عاشوراء نيوز نقلا عن وكالة مهر للأنباء، فإنه في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة مرة أخرى، يحاول النظام الصهيوني تعطيل العملية الدبلوماسية بسلوك ممزوج بالقلق الاستراتيجي ووهم الدكتاتورية. في هذه الأثناء، حمل الرد الحاسم للدبلوماسي الإيراني الكبير سيد عباس عراقجي رسالة واضحة: إيران لن تتخذ قرارات تحت ضغط أي جهة أجنبية.

إن سلوك النظام الصهيوني في الآونة الأخيرة تجاه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة يتجاوز المواقف السياسية أو الأمنية البحتة. إن هذا السلوك يرمز إلى قلق استراتيجي عميق الجذور؛ - المخاوف بشأن استعادة إيران لموقعها في المعادلات الإقليمية والدولية وإعادة تشكيل التفاعل بين طهران وواشنطن، حتى في شكل محدود وغير مباشر.

بالنسبة لتل أبيب فإن التهديد الرئيسي ليس البرنامج النووي الإيراني، بل عودة إيران إلى الحوار من موقع القوة. إن النظام الإسرائيلي الذي حدد أمنه على مدى العقود الماضية على أساس العداء وكراهية إيران، يشعر الآن بوضوح أن قواعد اللعبة تتغير. ولهذا السبب، تحاول إيران، من خلال استخدام أدوات مثل الضغط في الولايات المتحدة، وبناء الأجواء الإعلامية، والتهديدات العسكرية الدرامية، أن تجعل مسار المفاوضات يبدو مكلفاً وغير مؤكد.

في هذه الأثناء، ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أبعد من ذلك، ويحاول علانية أن يملي على الرئيس الأميركي ما يمكنه وما لا يمكنه قبوله في سياسته الخارجية. وقد اعتبر العديد من المحللين الغربيين هذا المستوى من التدخل بمثابة خروج عن الأعراف الدبلوماسية.

الدبلوماسية دون الحاجة إلى التنازل

لكن رد إيران على هذه الضربات الجوية هو رد واضح ومعقول، وينبع من الثقة الوطنية بالنفس. أكد وزير الخارجية سيد عباس عراقجي في تصريحات واضحة: "إن خيال إسرائيل بأنها قادرة على إملاء ما ينبغي أو لا ينبغي على إيران فعله هو بعيد كل البعد عن الواقع ولا يستحق الرد عليه".

وفي إشارة إلى جهود تل أبيب للتأثير على واشنطن، قال نتنياهو: "إن وقاحة نتنياهو لافتة للنظر في رغبته في إملاء ما يمكن أو لا يمكن للرئيس الأميركي أن يفعله في دبلوماسيته مع إيران".

وأشار عراقجي أيضًا إلى التحريفات التي قام بها حلفاء الصهاينة في فريق إدارة بايدن السابقة، الذين يحاولون تفسير المفاوضات الأخيرة بشكل متحيز على أنها عودة إلى الاتفاق النووي. لكن الواقع يختلف اختلافا جوهريا.

 

ارسال تعليق