توفر المدينة العائمة التابعة لبحرية الحرس الثوري الإيراني القدرة على إجراء عمليات سرية ومفاجئة للقوات العسكرية الإيرانية، ويمكن أن يكون ذلك فعالاً للغاية في المواقف الحرجة والحروب غير المتكافئة.
وبحسب ما نقلته وكالة مهر للأنباء عن عاشوراء، فقد تم يوم الجمعة 29 يناير 1403، الكشف عن المدينة العائمة للبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني بحضور القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي وقائد البحرية في الحرس الثوري الأدميرال تنكسيري. تم بناء هذه المدينة العائمة على عمق 500 متر. وباعتبارها ابتكارًا استراتيجيًا في المجال العسكري والبحري، وخاصة بالنسبة للبحرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي، فهي ذات أهمية كبيرة. تعمل هذه القواعد كمراكز عمليات ودعم في المناطق البحرية الحساسة ويمكن أن تساعد في تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للبلاد.
المدن العائمة هي أفضل يد لبحرية الحرس الثوري الإيراني في الحروب غير المتكافئة
وبالطبع، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني عن مدنها الصاروخية. خلال الأسابيع الأخيرة من عام 2014، عندما أصبحت مسألة كشف النقاب عن مدن تحت الأرض من قبل قواتنا المسلحة واحدة من أهم الأحداث وكان لها العديد من التداعيات المحلية والدولية، أعلنت بحرية الحرس الثوري الإيراني أيضًا جزءًا من إنجازاتها السرية، وأعلن سردار فدوي، قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، أنه بالإضافة إلى صواريخ الساحل-البحر الموجودة في الأنفاق الطويلة، فإن سفننا عالية السرعة - والتي تمثل كابوس الأمريكيين - تطفو أيضًا تحت الأرض. المدن. لدينا
ولم ينته العمل هنا، وكان شتاء عام 2019 عندما كشف اللواء سلامي عن مدينة الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني في الخليج العربي. في هذه القاعدة تحت الأرض، تم عرض أنواع مختلفة من صواريخ كروز البحرية التابعة لبحرية الحرس الثوري الإيراني في نطاقات مختلفة إلى جانب مركبات الإطلاق الخاصة بها.
بعد ذلك، أعلن سردار تنكسيري، القائد الحالي للبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن عمق هذه المدن يزيد عن 70 كيلومترًا على طول ساحل الخليج الفارسي وبحر عمان. وهم مسلحون بالكامل ويمكن إطلاق الصواريخ الإيرانية من نفس المدن.
سردار سلامي: قادرون على خلق طبقات دفاعية وهجومية متعددة
وقال اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، خلال زيارته لمجمع المدينة العائمة التابع لبحرية الحرس الثوري الإيراني: المجمع الذي زرناه اليوم مع القائد الأعلى لبحرية الحرس الثوري الإيراني هو أحد المجمعات العديدة لصيانة أنظمة السفن الهجومية وقاذفات الصواريخ والألغام الصغيرة التابعة لبحرية الحرس الثوري الإيراني.
صرح اللواء سلامي أنه على الرغم من أن هذا المجمع الذي يلاحظه شعب إيران العزيز اليوم، فهو مجمع عظيم ورائع، ولكن بالمقارنة مع القوة الدفاعية الإجمالية لبحرية الحرس الثوري الإسلامي، فهو جزء صغير منه، وفي إشارة إلى الاستعداد المتزايد باستمرار للقوة القتالية والقوة الدفاعية لبحرية الحرس الثوري الإسلامي، أضاف: القوة القتالية لهذه السفن وأنظمة الصواريخ المثبتة عليها بالإضافة إلى السفن القتالية العديدة الموجودة في الخليج الفارسي اليوم، في جميع أنحاء العالم. وتقوم هذه المنطقة بالمياه الزرقاء بدوريات من أجل السيادة والدفاع عن الحدود المائية لوطننا الإسلامي، بالإضافة إلى السفن والصواريخ وغيرها من القدرات التي تتمركز على جزر وسواحل الخليج الفارسي ومضيق هرمز وهي جاهزة لتنفيذ المهمة.
وأشار سردار سلامي: بفضل الله، تم إحراز تقدم كبير في بحرية الحرس الثوري الإيراني من حيث كمية ونوعية أنظمتها الهجومية.
وتابع في حديثه: إن سرعة السفن الحربية مع زيادة مداها وعمق الملاحة وقدرتها على عبور الأمواج ذات الارتفاعات العالية والبحار المضطربة، والقدرة على الإبحار لمسافات بعيدة في المحيطات للطليعة والدفاع الأول عن المصالح الحيوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي نتاج الجهود المكثفة للمهندسين والمستخدمين التشغيليين لهذه الأنظمة سواء في وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، أو في هيئة الجهاد والاكتفاء الذاتي التابعة للقوات المسلحة. بحرية الحرس الثوري الإيراني وفي مصانع التعويم التابعة للبحرية. يكون
وتابع اللواء حسين سلامي: بفضل الله، حقق كل من مدى الإبحار وسرعة إبحار السفن ومدى الصواريخ المنشورة على هذه السفن ودقتها وقوتها التدميرية، قفزة وتقدمًا وتحسنًا كبيرًا، بحيث أصبحت بحرية الحرس الثوري الإيراني اليوم قادرة على متابعة طبقات متعددة من الدفاع بالإضافة إلى القتال القريب، والقتال عن بعد، والقتال عن بعد، والقتال القريب باستراتيجية هجومية.
وأكد القائد العام للحرس الثوري الإسلامي أن عدد المعدات والأنظمة المتطورة للبحرية يتزايد كل يوم، وقال: نؤكد لشعب إيران العزيز والعظيم أن شباب هذا الشعب قادرون على خوض معركة مشرفة ومنتصرة ضد الأعداء الصغار والكبار في البحار بأي موهبة.
وذكر سردار حسين سلامي أن الحقيقة التي عرضتها خلال زيارتي لمنظومات الصواريخ الجوية والفضائية، هي أن الأنفاق اليوم لصيانة سفننا وصواريخنا كثيرة وطويلة للغاية، لكننا مازلنا نواجه عدم وجود مساحة لاستيعاب وتركيز هذه القدرة في هياكل الصيانة هذه. وأضاف: إننا مصممون بإرادة ثابتة وقوية، وبعزم قوي وخطوات ثابتة وقلوب مقاتلينا الواثقة، متى شئنا، بإذن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية. ومن أجل الدفاع عن مجد هذا الوطن، دعونا نصنع حوادث وملاحم عظيمة ونصنع التاريخ في مختلف مجالات الدفاع عن البلاد.
المدن العائمة هي أفضل يد لبحرية الحرس الثوري الإيراني في الحروب غير المتكافئة
أهمية وضرورة القواعد تحت الأرض
المدن العائمة والصاروخية مهمة وقادرة بأبعاد مختلفة، وسنذكر أهمها فيما يلي.
1. الأمن الاستراتيجي: هذه القواعد شديدة المقاومة من الناحية الأمنية لأنها تقع تحت الأرض ويمكن حمايتها من الهجمات الجوية والصاروخية للعدو.
2. العمليات السرية: توفر للقوات العسكرية القدرة على تنفيذ العمليات السرية والمفاجئة. يمكن أن يكون هذا فعالاً للغاية في المواقف الحرجة والحروب غير المتكافئة. وفي هذا الصدد، قال سردار تنكسيري، قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني: هذه المدينة تحت الأرض قادرة على القيام بعمليات فورية في البحر، لقد قمنا بكل هذه التحسينات خلال العقوبات.
3. دعم العمليات البحرية: نظراً لموقع إيران الجغرافي والتهديدات البحرية، فإن وجود مثل هذه القواعد يمكن أن يساعد في تنفيذ العمليات البحرية وعمليات المراقبة.
قدرات وخصائص القواعد البحرية للحرس الثوري الإيراني
1. التغطية والتمويه: هذه القواعد مخفية عن الرادار وعن كشف العدو بسبب موقعها تحت الأرض وتصميمها الخاص.
2. القدرة على نشر معدات متطورة: من الممكن نشر معدات عسكرية وطائرات بدون طيار وصواريخ وسفن صغيرة في هذه القواعد.
3. البنية التحتية اللوجستية: يمكن أن تشمل هذه القواعد مرافق لوجستية لدعم احتياجات القوات العسكرية، بما في ذلك مستودعات الأسلحة وورش الإصلاح ومراكز التحكم.
4. إدارة الأزمات: توفر إدارة الأزمات والاستجابة السريعة للتهديدات المختلفة.
الاتجاه العالمي في تطوير القواعد تحت الأرض
كما اتجهت دول أخرى نحو إنشاء قواعد تحت الأرض أو سرية لتعزيز قوتها العسكرية. تستخدم بعض البلدان هذه الأنواع من قواعد البيانات لأغراض مماثلة:
• الولايات المتحدة الأمريكية: تمتلك قواعد تحت الأرض في مواقع استراتيجية حول العالم لحماية قواتها ومعداتها.
• روسيا: اعتبرت تطوير القواعد تحت الأرض جزءاً من استراتيجيتها الدفاعية، وتعمل على إنشاء مراكز قيادة تحت الأرض.
• الصين: زادت جهودها لبناء قواعد تحت الأرض بهدف تعزيز قوتها البحرية والبرية.
المدن العائمة هي أفضل يد لبحرية الحرس الثوري الإيراني في الحروب غير المتكافئة
المدن الصاروخية وتأثيرها على الردع الدفاعي للبلاد
لكن قد يطرح السؤال ما هي الأهمية الخاصة للمدن الصاروخية التي تعتبر ميزة وعامل قوة للدول، ومن ناحية أخرى فإن الدول المحدودة هي الأخرى تمتلك هذه القدرة.
وللإجابة يمكننا أن نقول؛ تم تصميم هذه المدن لتكون مخفية ومحمية ضد الهجمات الجوية والإلكترونية. باعتبارها واحدة من الركائز الأساسية للقوة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية، تلعب المدن الصاروخية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي دورًا مهمًا في استراتيجية الردع للبلاد. وقد تم تصميم هذه المدن كمراكز إنتاج وصيانة وإطلاق للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، ويمكنها الرد بسرعة.
الهيكل والميزات
الموقع: تقع هذه المرافق عادة في أماكن نائية مع إمكانية وصول محدودة لتبقى مخفية عن العدو.
التنوع الصاروخي: تضم هذه المدن مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ذات المدى المختلف، والتي توفر القدرة على استهداف الأهداف الإستراتيجية.
الدعم الفني: يعد وجود فرق فنية متخصصة للصيانة والإصلاحات السريعة ميزة أخرى لهذه المنشأة.
تأثير المدن الصاروخية على الردع الدفاعي
قوة الردع: إن وجود هذه المدن يسمح للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالرد بسرعة في حالة حدوث أزمة أو هجوم عسكري، كما أن لديها القدرة على ضرب العدو.
زيادة التكاليف العسكرية للعدو: إن وجود تهديدات صاروخية يجبر الأعداء على الاستثمار بشكل أكبر في الأنظمة الدفاعية والمضادة للصواريخ.
توازن القوى: تساعد هذه المنشأة إيران على الحفاظ على توازن القوى ضد القوى العظمى وجيرانها.
وباعتبارها إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية الدفاع الإيرانية، تلعب المدن الصاروخية التابعة للحرس الثوري الإيراني دورًا رئيسيًا في ردع البلاد. ولا تعمل هذه المرافق على تعزيز القدرة العسكرية الإيرانية فحسب، بل إنها تعمل أيضاً على خلق توازن القوى ضد التهديدات الأجنبية. ومع ذلك، فإن التحديات مثل العقوبات والتهديدات السيبرانية تتطلب اهتمامًا وإدارة دقيقة من أجل الاستمرار في تحقيق أهدافها.
خاتمة
إن المدن العائمة تحت الأرض التابعة لبحرية الحرس الثوري الإسلامي، باعتبارها ابتكارا استراتيجيا، لا تعمل على تعزيز الأمن القومي فحسب، بل إنها تعمل أيضا على زيادة القدرات التشغيلية. وبالنظر إلى التهديدات في المجال البحري، يمكن لهذه الأنواع من القواعد أن تلعب دورًا رئيسيًا في الدفاع عن المصالح الوطنية. كما يظهر الاتجاه العالمي رغبة الدول المختلفة في استخدام القواعد تحت الأرض لتعزيز قوتها العسكرية.
ارسال تعليق