أوضح نائب وزير الشؤون القانونية والدولية بوزارة الخارجية تفاصيل زيارة رئيسنا مسعود بزهقيان إلى الصين ومشاركته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، واعتبر هذه الزيارة نقطة تحول في الدبلوماسية النشطة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفقًا لوكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، كتب كاظم غريب آبادي في تعليق على موقع التواصل الاجتماعي X:
"يُعدّ حضور الدكتور بيزاكيان، رئيس جمهورية إيران الإسلامية الموقر، قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين، بادرة دبلوماسية فاعلة لبلادنا.
وخلال إلقائه خطابين منفصلين في قمتي شنغهاي وشنغهاي بلس، قدّم مبادرات لجعل المنظمة أكثر نشاطًا وفعالية. من جهة أخرى، في اجتماعات ثنائية مع رؤساء الصين وروسيا وتركيا وطاجيكستان ورئيس وزراء باكستان والأمين العام للأمم المتحدة، تمّت مراجعة علاقات جمهورية إيران الإسلامية مع هذه الدول والأمم المتحدة، واتُّخذت القرارات اللازمة لتطوير التعاون.
أهم المواضيع المتعلقة بالقمة والاجتماعات هي كما يلي:
1. مقترحات الرئيس في قمة شنغهاي: إنشاء لجنة لبناء السلام تضم وزراء خارجية الدول الأعضاء لدراسة مختلف الأزمات التي تُهدّد السلام والأمن الإقليميين، وتقديم مقترحات عملية لإدارة الأزمات؛ مبادرة "الحسابات والتسويات الخاصة لمنظمة شنغهاي للتعاون" منظمة التعاون الإسلامي كآلية عملية لتعزيز التعاون المالي للحد من آثار العقوبات غير القانونية على التفاعلات الاقتصادية بين الأعضاء.
2. أهم النقاط التي أثارها الرئيس في قمة شنغهاي بلس: تُعدّ شنغهاي بلس فرصة ثمينة لتعميق التعاون في بناء عالم أكثر سلامًا؛ تتمتع إيران بميزة جغرافية كبيرة للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق؛ كنا دائمًا، ولا نزال، على استعداد لإيجاد حل دبلوماسي لحل البرنامج النووي السلمي سلميًا؛ نعتبر "مبادرة الحوكمة العالمية" للرئيس الصيني خطوة فعّالة نحو تحقيق عالم أكثر عدلًا.
3. إصدار أكثر من 20 وثيقة وبيانًا في القمة في مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك الاتفاق على إنشاء مركز شامل للتعامل مع التحديات والتهديدات الأمنية، والاتفاق على إنشاء مركز للتعامل مع المخدرات، واستراتيجية المنظمة العشرية، والتعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمخدرات، والصناعة الخضراء، والتعاون العلمي والتكنولوجي، والتجارة متعددة الأطراف، وتنمية الطاقة المستدامة، و...
5. في البيان الختامي لرؤساء دول المنظمة، أدانت الدول الأعضاء بشدة الهجمات العسكرية التي شنتها... في بيان مشترك صدر عن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد جمهورية إيران الإسلامية في يونيو/حزيران 2025، جاء ما يلي: "إن هذه الأعمال العدوانية ضد المواقع والبنية التحتية المدنية، بما فيها المنشآت النووية، والتي أسفرت عن مقتل مدنيين، تُعدّ انتهاكًا صارخًا لمبادئ وأعراف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً على سيادة جمهورية إيران الإسلامية. وقد أضرّت هذه الأعمال بالأمن الإقليمي والدولي، ولها عواقب وخيمة على السلام والاستقرار العالميين".
وفي هذا القسم، ينص البيان أيضًا على ضرورة ضمان الأمن المادي النووي وحماية المنشآت النووية بشكل دائم، بما في ذلك أثناء النزاعات المسلحة، بهدف حماية السكان والبيئة من الضرر. كما أكد القادة في البيان على أهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 (2015)، مشيرين إلى أن القرار ملزم ويجب تنفيذه بالكامل ووفقًا لأحكامه، واعتبروا أي محاولة لتفسيره بشكل تعسفي بمثابة تقويض لمصداقية مجلس الأمن الدولي. ودعوا إلى استئناف الحوار البناء بين الأطراف المعنية، وشددوا على ضرورة التركيز على إيجاد حلول مشتركة لمنع المزيد من التصعيد. الوضع الراهن.
كما أشار بيان القادة إلى مبادرات بلادنا في مختلف المجالات، بما في ذلك: إنشاء مركز للدراسات الأمنية الاستراتيجية، وتشكيل فريق عمل لتوفير المعدات والأدوية الأساسية، وإنشاء آلية تعاون في مجال التقنيات الجديدة، وتأسيس اتحاد تأمين الصناعيين.
6. في لقائهما، أكد الرئيسان الإيراني والصيني استعدادهما لتطوير العلاقات مع التركيز على المستقبل، مشيرين إلى قدرات وإرادة قادة البلدين لتوسيع التعاون. وقال الرئيس الصيني، وهو ينقل تحياته إلى المرشد الأعلى: نحن مستعدون لتطوير علاقاتنا مع إيران مع التركيز على المستقبل. ويمكن السعي لتسريع تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين البلدين. ووصف الهجوم على إيران بأنه انتهاك واضح للمبادئ والقواعد القانونية الدولية، وقال: القوة ليست وسيلة لحل المشاكل.
إيران شريكنا الاستراتيجي، وعلينا العمل معًا بجدية لتعزيز منظمة شنغهاي للتعاون لمواجهة الأحادية. نحن نعترف بحقوق إيران المشروعة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية، فقد أرسينا الأساس لمواصلة التعاون، ونحن الآن على استعداد لتوسيع علاقاتنا في جميع المجالات، وخاصة في مجال النقل، على أساس مربح للجانبين.
7. أكد الدكتور بيزاكيان وبوتين على أثر تنفيذ الاتفاقية طويلة الأمد والاتفاقية الأوراسية في توسيع التعاون بين البلدين: قال الرئيس الروسي، أثناء نقله تحياته الحارة إلى المرشد الأعلى: إن مسيرة العلاقات بين البلدين، وخاصة مع توقيع وتنفيذ الاتفاقية الشاملة طويلة الأمد بينهما، ودية ومتنامية. سيلعب استمرار تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي دورًا مهمًا في زيادة حجم التعاون بين إيران وروسيا. كما أشار بوتين إلى الاتصالات المستمرة والمنتظمة بين البلدين بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وقال: "يتواصل البلدان أيضًا بشكل مستمر بشأن الأنشطة النووية السلمية الإيرانية".
٨. في لقائه مع رئيس وزراء باكستان، قال رئيس بلادنا: "إننا نحرص على تعزيز وتعميق العلاقات بيننا في جميع المجالات والقطاعات، وإزالة العقبات التي تعترض توسيع التعاون". كما طلب رئيس وزراء باكستان من الرئيس نقل أطيب تحياته إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وقال: "كانت زيارة فخامتكم الأخيرة إلى باكستان بنّاءة ومفيدة للغاية، وكان لها أثر بنّاء في تعزيز العلاقات الودية والأخوية بين البلدين، مما رفع مستوى التفاهم المتبادل بينهما إلى مستويات أعلى".
وقد أثارت هذه الزيارة سعادة غامرة لدى الشعب وحماسًا كبيرًا لدى الناشطين الاقتصاديين ورجال الأعمال الباكستانيين، وعلينا الإسراع في تحقيق أهداف وإنجازات هذه الزيارة من خلال زيادة التبادلات وتبادل الوفود بين البلدين. إن التعاون بين البلدين في مختلف المجالات يسير في الاتجاه الصحيح. إن إيران وباكستان، بصفتهما عضوين في الكتلة الإسلامية في المنطقة، قادرتان، بل بحاجة، إلى التعاون معًا في مجال تحقيق الأهداف الإسلامية السامية. على جميع المسلمين والدول الإسلامية التوحد ضد الإبادة الجماعية والجرائم الإسرائيلية في غزة، وانتهاك حقوق الفلسطينيين، والدفاع عن حقوقهم بأعلى صوت.
9. قال الدكتور بيزيكيان في لقائه بالرئيس التركي: نحن مستعدون للتعاون مع تركيا لإزالة الحواجز المصرفية والجمركية، وتحسين مستوى التبادل التجاري؛ ونعارض أي وجود لقوى خارجية في القوقاز. كما أكد الرئيس التركي في هذا اللقاء على الحق المشروع للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الأنشطة النووية السلمية، وقال: إن تفعيل آلية الزناد لا فائدة منه، وهو أمر غير بناء على الإطلاق. اعتبر أردوغان مخاوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمرًا مفهومًا، لكنه في الوقت نفسه وصف إبقاء باب المفاوضات مفتوحًا بأنه مفيد، وأضاف: "هذا الإجراء سيُحبط خطط إسرائيل". وأكد على ضرورة السعي لتسريع عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين في أقرب وقت ممكن، وقال: "سيسافر إلى إيران لهذا الغرض".
كما طلب الرئيس التركي من الدكتور بيزاكيان نقل تحياته الحارة إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
10. خلال اللقاء مع رئيس طاجيكستان، قال الدكتور بيزاكيان: إن الماضي المشترك لإيران وطاجيكستان إرثٌ عريقٌ يجب نقله إلى الأجيال القادمة؛ ويشهد التعاون بين طهران ودوشنبه توسعًا في جميع المجالات. وأضاف إمام علي رحمان: يجب تعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والشعبية مع إيران أكثر من أي وقت مضى. وأدان بشدة مجددًا العدوان العسكري للنظامين الإسرائيلي والأمريكي على بلدنا. وأعرب إمام علي رحمان عن ارتياحه للتعاون البنّاء بين البلدين على الصعد الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك في المحافل والأطر الدولية، وقال: تتمتع إيران بمكانة تاريخية وثقافية وعلمية وحضارية مرموقة.
١١. في لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، صرّح الدكتور بيزاكيان بأن إيران تسعى إلى حل القضايا القائمة، بما فيها القضية النووية، من خلال التفاعل والوسائل الدبلوماسية، وقال: "نتوقع أيضًا من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، اتخاذ إجراءات عملية وجدية أكثر ضد جرائم النظام الصهيوني وحرقه في المنطقة". وأضاف غوتيريش: "أنا مقتنع شخصيًا بأن نية إيران وهدفها ليسا بناء أسلحة نووية، وأن برنامجها النووي سلمي. أعتقد أن نيتكم وهدفكم ليسا بناء أسلحة نووية، وأن امتلاك برنامج نووي سلمي هو حقكم، وأنا أُقر بذلك". وأكد غوتيريش أنه كان ولا يزال لديه مخاوف جدية بشأن عدم تفعيل آليات الزناد والرد السريع، مضيفًا: "لقد أثرتُ هذه النقطة في اتصالاتي مع مسؤولي الدول الأوروبية الأطراف في خطة العمل الشاملة المشتركة، وطلبتُ منهم التعاون مع إيران في هذا الصدد".
ارسال تعليق