أخطاء الأعداء فی الحسابات من الحرب المفروضة التی استمرت 8 سنوات إلى معرکة الـ12 یومًا

بالاعتماد على الردع العسكري والتلاحم الوطني، قاومت إيران حسابات الأعداء الخاطئة منذ الحرب المفروضة عليها لمدة 8 سنوات وحتى حرب الـ12 يوماً، وزعزعت معادلات العدوان بمقاومتها.

startNewsMessage1

وفقًا لوكالة أنباء عاشوراء، نقلًا عن وكالة مهر للأنباء، فإن التصريحات الأخيرة للعميد علي فدوي، نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، بشأن حرب الاثني عشر يومًا التي بدأت بهجوم الكيان الصهيوني في 13 يونيو 1404، تثير تساؤلات عميقة: كيف يمكن لأمة أن تمنع العدو من سوء التقدير؟ أشار فدوي إلى أن "جميع جبهات الكفر كانت تعمل بكل قوتها هذه المرة"، وأن الأعداء كانوا يخططون لمواجهة إيران لسنوات، بدءًا من حادثة لبنان ووصولًا إلى اغتيال الجنرال قاسم سليماني، مؤكدًا أن الأعداء "ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا في مثل هذه المواجهة بناءً على حساباتهم العقلانية"، بل لجأوا إلى الحرب والأعمال العدائية بسبب "تصورات خاطئة". تُبرز هذه التصريحات ضرورة مراجعة استراتيجيات الردع. إن منع العدو من سوء التقدير يتطلب يقظة وتنسيقًا وطنيين، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا في الأبعاد السياسية والثقافية والاجتماعية، وحتى السيبرانية. بعد ذلك، ومن خلال دراسة مثالين تاريخيين بارزين، هما الحرب الإيرانية العراقية المفروضة (1359-1367) وحرب الاثني عشر يومًا الأخيرة التي شنها النظام الصهيوني ضد إيران، يُحلل الكتاب عواقب واستراتيجيات منع مثل هذه الأخطاء، مُؤكدًا على أن حتى الانتصار على العدو يُكلف الأمة ثمنًا باهظًا.

أهمية منع سوء التقدير

في السياسة والأمن الدوليين، يحدث سوء التقدير عندما يتخذ العدو، بناءً على تقييم خاطئ لقوة أو إرادة أو تماسك دولة ما، إجراءات تُؤدي إلى صراعات مكلفة. غالبًا ما تنبع هذه الأخطاء من تحليل استخباراتي غير مكتمل، أو دعاية متحيزة، أو غطرسة استراتيجية. تاريخ الشرق الأوسط حافل بأمثلة على انخراط الأعداء، بسبب إدراكهم لضعف الخصم أو تفوقهم، في حروب لم تُفضِ إلى هزيمتهم فحسب، بل وواجهت المنطقة أيضًا بأزمات طويلة الأمد. بالنسبة لإيران، لطالما ردّت على أخطاء الأعداء بالمقاومة الوطنية، إلا أن التكاليف البشرية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك استشهاد الشباب وتدمير البنية التحتية، تجعل الوقاية أكثر ضرورة. تشمل استراتيجيات الوقاية تعزيز الردع العسكري، والدبلوماسية الذكية، والتماسك الوطني، وإظهار القوة الناعمة والصلبة على الساحة العالمية.

 

1. خطأ صدام حسين في حساباته في الحرب المفروضة على إيران (1359-1367)

 

تُعدّ الحرب المفروضة، التي بدأت في 21 سبتمبر/أيلول 1359 بغزو النظام البعثي العراقي للأراضي الإيرانية، مثالاً واضحاً على خطأ حسابات العدو. بعد الثورة الإسلامية عام 1357، اعتبر صدام حسين، رئيس العراق آنذاك، إيران في حالة ضعف سياسي وعسكري. ورأى أن التغييرات في هيكل الجيش، والاضطرابات الداخلية، والعقوبات الدولية، جعلت إيران هدفاً سهلاً للاحتلال.

ادّعى صدام في حديث مع مستشاريه أنه قادر على غزو طهران في غضون أسبوع. ويستند هذا الخطأ في التقدير إلى العوامل التالية:

إدراك ضعف إيران: فقد أدت الثورة الإسلامية إلى إعادة هيكلة الجيش وسحب المستشارين الأجانب. واعتبر صدام هذه التغييرات دليلاً على انهيار عسكري.

الدعم الدولي: حظي العراق بدعم واسع من الدول الغربية والاتحاد السوفيتي وبعض الدول العربية، الأمر الذي اعتبره صدام ضمانةً لتحقيق نصر سريع.

.

حمایت آمریکا از صدام و تسلیحات شیمیایی رژیم بعث عراق

الطموح الإقليمي والأيديولوجي: سعى صدام إلى ضم خوزستان، والسيطرة على مجرى أروندرود المائي، وإضعاف الثورة الإسلامية باعتبارها تهديداً للنظام البعثي.

أخطاء الأعداء في الحسابات، من الحرب المفروضة التي استمرت 8 سنوات إلى معركة الـ12 يومًا

لكن المقاومة غير المسبوقة للأمة الإيرانية، ودعم القوات المسلحة والتعبئة الشعبية، قلبت معادلات صدام. استمرت الحرب ثماني سنوات، ولم يفشل النظام البعثي في ​​تحقيق أهدافه فحسب، بل انهار في النهاية. ومع ذلك، كانت لهذه الحرب تكاليفها على إيران.

وصف صدام هذا الغزو لاحقًا بأنه "أكبر خطأ تاريخي"، لكن هذا الاعتراف لم يُعوّض الضرر الذي لحق بإيران. أظهرت هذه الحرب أن سوء تقدير العدو، حتى لو صاحبه هزيمته، يمكن أن يؤثر على جيل كامل.

 

2. سوء تقدير العدو في حرب الاثني عشر يومًا

 

تُعدّ حرب الاثني عشر يومًا، التي بدأت في 23 يونيو/حزيران 1404 بغزو النظام الصهيوني لإيران، مثالًا معاصرًا على سوء تقدير العدو. بدأ هذا الصراع، الذي عُرف لاحقًا باسم "الحرب الإيرانية الإسرائيلية"، بهجمات صاروخية وجوية وسيبرانية مشتركة على منشآت عسكرية ومدنية إيرانية. وأكد الجنرال فدوي أن الأعداء من خلال التخطيط لسنوات مسبقًا والاعتماد على اغتيال الجنرال سليماني في عام 2019، ظنوا أنهم يستطيعون إضعاف إيران.

كانت العوامل الرئيسية وراء هذا الخطأ في التقدير هي:

خطأ في تقدير القدرات الدفاعية الإيرانية: افترض العدو أن منظومات الدفاع الإيرانية وردّها العسكري ضعيفان أمام الهجمات المتطورة. إلا أن الاستجابة السريعة للقوات المسلحة، وخاصةً الصواريخ الإيرانية دقيقة التوجيه، أبطلت هذا التقدير.

د.

اشتباهات محاسباتی دشمنان، از جنگ تحمیلی ۸ ساله تا نبرد ۱۲روزه

الاعتماد على الدعم الخارجي: اعتقد النظام الصهيوني، بموافقة الولايات المتحدة ودعم لوجستي من بعض الدول الغربية، أنه قادر على عزل إيران.

أثر الأحداث السابقة: اغتيال الجنرال سليماني وأعمال عدائية أخرى، أوحى للعدو بأن إيران قد ضعفت استخباراتيًا وعسكريًا.

انتهت هذه الحرب بوقف إطلاق النار في الرابع من طهران عام 1404 هـ (2015م)، ولم تكتفِ إيران بالحفاظ على أراضيها، بل كسرت معادلة العدو. إلا أن ذلك جاء بثمن باهظ، استشهاد عدد من القادة والعلماء والمواطنين العاديين، وتدمير البنية التحتية. مع ذلك، ووفقًا لوسائل الإعلام الغربية، كانت ضربات إيران على النظام الصهيوني فعّالة للغاية، وألحقت أضرارًا جسيمة بهذا النظام القاتل للأطفال.

يؤكد الخبراء أنه "ما من دبلوماسية كانت لتمنع هذه الحرب"، لكن قدرات إيران الدفاعية غيّرت مسارها. أظهرت هذه الحرب أن سوء تقدير العدو يمكن أن يؤدي إلى صحوة عالمية ضد العدوان، لكن ذلك جاء على حساب إيران.

 

استراتيجيات لمنع سوء تقدير العدو

 

لمنع تكرار مثل هذه السيناريوهات، ينبغي على إيران استخدام مزيج من الاستراتيجيات التالية:

 

تعزيز الردع العسكري: تحسين القدرات الصاروخية والدفاع الجوي والتقنيات السيبرانية لإظهار القوة الدفاعية.

 

الدبلوماسية النشطة والذكية: تعزيز العلاقات مع الدول الإقليمية والعالمية لتقليل العزلة وتحييد دعاية العدو.

 

إظهار التماسك الوطني: الوحدة الداخلية والمشاركة الشعبية في مواجهة التهديدات ترسل رسالة قوية للأعداء.

 

القوة الناعمة الثقافية: استخدام وسائل الإعلام والدبلوماسية العامة لتحسين صورة إيران في العالم ومنع تحليلات العدو الخاطئة.

 

تعزيز القدرات الاستخباراتية: تحديد خطط العدو وتحييدها قبل تنفيذها، كما كان فعالاً في حرب الاثني عشر يومًا. الخاتمة: دروس للمستقبل

تُظهر حسابات الأعداء الخاطئة في تاريخ إيران، من الحرب المفروضة إلى حرب الاثني عشر يومًا، قوة الشعب الإيراني وعزيمته في وجه العدوان. إلا أن هذه الانتصارات تحققت باستشهاد عدد من أبناء وطننا. وكما أكد سردار فدوي، فإن إيران لم تبادر بالحرب قط، لكنها لن تستسلم للتهديدات. ولمنع حروب المستقبل، يجب علينا تعزيز الردع والدبلوماسية الذكية والوحدة الوطنية، ومنع الأعداء من المغامرة بمغامرات مبنية على مفاهيم خاطئة. إن تاريخ إيران دليل على أن هذه الأمة تخرج أقوى من كل تحدٍ، لكن الأولوية يجب أن تكون للسلام الدائم ولتقدم الأجيال القادمة حتى لا تُفرض عليها تكاليف غير ضرورية.

 

ارسال تعليق