وفي إشارة إلى خطة ترامب بشأن غزة، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني: "هذه الخطة مليئة بالمخاطر، وهي خطة إسرائيلية بغطاء أميركي".
وبحسب موقع عاشوراء نيوز، نقلاً عن قناة الميادين، قال الأمين العام لحزب الله في لبنان، الشيخ نعيم قاسم، في الذكرى الأولى لاستشهاد الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني، وجهي المقاومة الإسلامية اللبنانية: "نحيي الذكرى الأولى لاستشهاد القائدين الجهاديين الشيخ نبيل قاووق وسهيل الحسيني. سنتحدث عن الشهيدين، ثم نناقش التطورات السياسية الإقليمية والمحلية".
وأضاف: "لقد لعب الشهيد الشيخ قاووق دوره وقدّم المساهمة اللازمة في مواجهة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية. عندما يستهدف الأعداء إيران والمقاومة الإسلامية والحق وفلسطين، فإن كل هذه الأهداف واحدة، ولذلك يجب على كل حاضر في المنطقة أن يتحمل المسؤولية التي يستطيعها".
وأضاف الأمين العام لحزب الله في لبنان: "كان الشهيد الشيخ قاووق مسؤولاً عن الأمن الوقائي منذ عام 2018 وحتى استشهاده". السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نُقل الشهيد الشيخ قاووق من منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله إلى جهاز الأمن الوقائي؟ كان ذلك بناءً على طلب السيد حسن نصر الله، وقد امتثل الشيخ نبيل قاووق دون تردد. أولى الشيخ قاووق اهتمامًا خاصًا بشؤون المجاهدين، سواءً في الجنوب أو عند قدومه إلى بيروت. كان يذهب إلى سوريا ويلتقي بالمجاهدين، وكان قريبًا منهم جدًا.
لم ينقطع الشهيد الشيخ قاووق عن الدروس الدينية والتدريس والمناظرات مع عدد من العلماء، وله كتب في الأخلاق والعقيدة. يُعدّ الشهيد الشيخ قاووق نموذجًا من النماذج المفعمة بالوعي والإيمان. كان الشهيد الشيخ قاووق يتلو ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا. استشهد اثنا عشر عالمًا في معركة البصر الأولى، وهذا يدل على أن علمائنا جزء لا يتجزأ من الحراك السياسي والجهادي والعملي للأمة.
قال الأمين العام لحزب الله في لبنان أيضًا عن الشهيد سهيل الحسيني: كان الشهيد الحسيني، هذا القائد الجهادي، رفيق سلاح الحاج عماد مغنية منذ البداية، وكان الحاج عماد مغنية يعتمد عليه بشكل خاص في الأمور الجهادية والأمنية. تولى هذا الشهيد مسؤولية أمن منطقة بيروت عام ١٩٩١، ثم كان مسؤولاً عن مكافحة التجسس حتى عام ٢٠٠٠. في عام ٢٠٠٨، غادر الشهيد الحسيني المقر وأصبح نائبًا للسيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله.
وأضاف: أولى هذا الشهيد اهتمامًا كبيرًا بقضية الأسرى، وكان يُطلق عليه اسم المرشد والشخصية الثقافية والمعلم. وقد جعله السيد حسن نصر الله مسؤولاً عن متابعة القضية الاقتصادية والاجتماعية، وأنشأ مشاريع لمساعدة الناس. أراد هذا الشهيد أن يبقى جنديًا مجهولًا بعيدًا عن الضجيج والشهرة. كان نموذجًا للتضحية والصبر والثبات، هادئًا وساكنًا.
وأضاف الأمين العام لحزب الله اللبناني: إسرائيل تسير في اتجاه مشروع إسرائيل الكبرى، وأمريكا تدعمه تمامًا، وكل خطوة هي جزء من إسرائيل الكبرى. كل خطوة تراها جزءًا من تراجع محدد هي تراجع تكتيكي لاستغلال الوضع لأغراض محددة للعدو.
وأكد الشيخ نعيم قاسم: ما شهدناه في غزة على مدار عامين هو جزء لا يتجزأ من مشروع إسرائيل الكبرى. كل شيء في المنطقة مترابط. علينا جميعًا مواجهة هذا الخطر، ولا ينبغي لأحد أن يقول إن بلدنا بمنأى عن هذا الأمر. كلاهما في خطر. اليوم غزة، وستُتخذ خطوات أخرى في الأيام القادمة وفقًا لوجهة نظر إسرائيل. يجب علينا...
وأشار إلى خطة ترامب لغزة، قائلًا: هذه الخطة محفوفة بالمخاطر. وقد عرضت هذه الخطة على بعض الدول العربية، ثم أجرى ترامب تعديلات عليها في لقائه مع نتنياهو تتوافق بشكل كامل مع مطالب إسرائيل، وتم تغيير بعض بنودها من أجل تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى بالوسائل السياسية بعد أن فشلت في ذلك من خلال الهجمات والقتل.
أكد نعيم قاسم: نحن أمام خطة عليها علامات استفهام كثيرة، وبعض المسؤولين العرب قالوا ذلك واستغربوا وطلبوا تفسيرًا. خطة ترامب تتوافق مع المطالب الخمسة التي وضعتها إسرائيل لإنهاء حرب غزة، وهذه خطة إسرائيلية بغطاء أمريكي.
وصرح الأمين العام لحزب الله في لبنان: لماذا طُرحت خطة ترامب في هذا التوقيت؟ طُرحت هذه الخطة لأربعة أسباب؛ أولًا، لتبرئة إسرائيل من موجة الإدانة العالمية، لا سيما أن معظم الدول والأمم المتحدة قد انتفضت ضدها، وهناك حراك شعبي في الدول الأمريكية والأوروبية، وهذه الخطة وسيلة لتليين صورة إسرائيل وسمعتها وتحسينها.
وأضاف: لقد شهدنا انطلاق أسطول الصمود العالمي من دول عديدة، وهذا يدل على ذروة التراجع الذي وصلت إليه إسرائيل. تحية خاصة لإسبانيا التي تصرفت بطريقة كانت أكثر وضوحًا من غيرها من الدول.
صرّح نعيم قاسم: ننتظر النتيجة التي سيعلنها الفلسطينيون، فهذه خطة وليست اتفاقًا، وستُبنى الأمور على أساسها. الاستسلام ليس له مكان في القاموس الفلسطيني. نأمل على الأقل ألا تضغط الدول العربية والإسلامية على المقاومة.
وفي إشارة إلى استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان، تابع: لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان الإسرائيلي، العدوان المتواصل، قتل الأطفال والمهندسين، وهم يسعون بكل الطرق لتعطيل الحياة اليومية للشعب، لأنهم يريدون الضغط على المقاومة وقاعدتها وإضعاف لبنان، وهذا ما تدعمه أمريكا بكل قوتها.
وقال نعيم قاسم: كانوا يبحثون عنا للرد على اعتداءاتهم، ويجدون فينا ذريعة لمزيد من الوحشية، ويقولون إننا سبب التوسع، فنزعنا منهم هذه الذريعة. كانت نظرتهم إلينا أننا ضعفاء ومنشغلون بالوضع الداخلي والدمار، وكانوا يحاولون تهميشنا، لكنهم فوجئوا بمشاركتنا الفاعلة. حاولوا أن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب، لكن اتضح لهم استحالة ذلك لأننا نملك قاعدة شعبية واسعة، وهذا ما فاجأهم أيضًا.
وأوضح نعيم قاسم: كانوا يبحثون عن الفتنة من خلال الجيش، وقد تصرف الجيش بحكمة. صحيح أنه لا تكافؤ عسكري بيننا وبين "إسرائيل"، لكننا متمسكون بوطننا، مستعدون للتضحية والجهاد، ثابتون على عزيمتنا في المقاومة. لدينا شعب عظيم وتاريخي لا يُقهر، وقد استطعنا خلق حالة من التكافؤ نستطيع من خلالها مواجهة رصاصهم ومشاريعهم. إسرائيل غير قادرة على التقدم لأن لدينا أمة عظيمة.
كما أكد الأمين العام لحزب الله في لبنان على ضرورة إعادة بناء ما دمرته حرب الكيان الصهيوني على لبنان، ودعا الحكومة اللبنانية إلى وضع هذا الموقف في مقدمة أولوياتها.
ارسال تعليق