وأكد الرئيس خلال زيارته لوزارة الجهاد الزراعي، على ضرورة إعداد نموذج زراعي يعتمد على قدرات ومناخ المناطق المختلفة في البلاد وإعطاء الشعب والمزارعين أنفسهم منصة لحل مشاكل هذا القطاع.
وذكرت وكالة عاشوراء نيوز نقلا عن وكالة مهر للأنباء أن مسعود بزشكيان أجرى زيارة غير معلنة إلى وزارة الجهاد الزراعي صباح اليوم السبت وعقد اجتماعا مع الوزير ومديري الوزارة.
وفي هذا الاجتماع الذي حضره أيضًا عبر الإنترنت رؤساء منظمات الجهاد الزراعي في جميع أنحاء المحافظة، قدم مسؤولون من مختلف إدارات الوزارة تقارير حول آخر وضع أعمالهم وخططهم.
وفي الجزء الأخير من اللقاء أعرب الرئيس عن تقديره للتقارير المقدمة، وأوضح أننا سنقوم بالتأكيد بتلخيص القضايا التي تم طرحها بالتشاور مع وزير الجهاد الزراعي من أجل التوصل إلى الإجراءات العملية اللازمة لحل المشاكل. وأضاف: "لدينا مشاكل كثيرة في مجالات المياه والتربة والزراعة، ويجب تصميم التدابير اللازمة وتنفيذها في الوقت المناسب وبطريقة فعالة حتى نتمكن من منع تحول المشاكل إلى أزمة".
وأضاف بيزكيان: "أنتم المسؤولون عن قطاعي الزراعة والإمدادات الغذائية في البلاد، عليكم مساعدتنا في تحقيق نظرة شاملة ودقيقة لحالة المياه والتربة في البلاد، حتى نتمكن كخطوة أولى من رؤية ما يجب أن ننتجه بالموارد والقدرات الموجودة". هل نمط الزراعة الحالي لدينا متوافق مع الموارد المائية والتربة المتوفرة، وهل يتم اتباع مبادئ الإنتاجية؟
وأضاف الرئيس أن دراسة ما إذا كان من المنطقي والاقتصادي إنتاج أي منتج زراعي للتصدير أم لا مع الموارد المائية الموجودة هي مسألة مهمة للغاية، وأوضح: إن تصدير المنتجات الزراعية هو نوع من التصدير الخفي للمياه، ويجب فحصه بعناية ودقة لمعرفة المنتجات التي تعتبر اقتصادية وعقلانية لإنتاجها وتصديرها مع الموارد المائية الموجودة في البلاد.
وأشار بيزيزيان إلى أنه يجب علينا أن نسأل أنفسنا إلى متى يمكن أن يستمر استخراج المياه الزراعية من المصادر الجوفية، مضيفاً: "إذا استثمرنا في التنمية الزراعية وحتى حافظنا على الوضع الراهن دون الإجابة على هذا السؤال، فسيكون ذلك خطوة غير عقلانية". اليوم، نحن نلحق ضررا كبيرا بالبيئة بسبب الإفراط في استخراج موارد المياه الجوفية، ويجب علينا تصحيح هذه العملية في أسرع وقت ممكن بمساعدة الأكاديميين.
وفي إشارة إلى التقارير التي تظهر أنه في السنوات الأخيرة، ورغم استمرار حفر وتعميق الآبار القائمة، فإن كمية المياه المستخرجة في بعض مناطق البلاد لم تزد بشكل كبير، أشار الرئيس: "إن أي خطة تنمية يجب أن تكون ملزمة بالاستدامة". هل المنتجات الزراعية التي ننتجها اليوم هي الأفضل والأكثر فعالية من حيث التكلفة؟ هل من الممكن إنتاج منتجات ذات جودة وقيمة مضافة أعلى في ظل الموارد المائية المحدودة للبلاد؟
وأضاف بيزيكيان: "هل من الحكمة سحب المياه من الآبار وإنتاج منتجات كثيفة الاستهلاك للمياه دون النظر إلى المستقبل، ولكن دون الاهتمام بانخفاض موارد المياه والهبوط الشديد للأرض وتدهور التربة؟"
وأكد الرئيس أنه للأسف ليس لدينا نظام بيانات شامل ودقيق حول قدرات واحتياجات القطاع الزراعي في البلاد يمكننا من خلاله التخطيط الدقيق، وقال: "يجب تحديد نمط الزراعة لأراضي البلاد، مع التركيز على نظام بيانات القطاع الزراعي". إذا لم تخبر المزارع بما هو أفضل شيء يجب فعله، فإنه سيفعل ما يعرفه بشكل أفضل! في هذه الحالة، لم يعد الخطأ خطأ المزارعين، بل خطأنا لعدم وجود تخطيط سليم.
وأضاف بيزكيان: "حياة المزارع مرتبطة بأرضه وزراعته، ولذلك يسعى لاستغلالها. ونحن من يجب أن نرشده إلى العمل الأنسب، بالاعتماد على نظام البيانات الزراعية وموارد المياه والتربة". ماذا نزرع، أين نزرع، وكم نزرع، وأين نوزع؟ ويجب إعداد نموذج الزراعة بناءً على نظام البيانات ومناسب لقدرات ومناخ المناطق المختلفة في البلاد ومتاح للمزارعين، ويجب تقديم الدعم اللازم وفقًا لذلك.
وأكد الرئيس أنه في هذا الصدد ينبغي الاستعانة بالجامعات والأساتذة والخبراء وخاصة ذوي الخبرة والمهتمين في مختلف المناطق، وقال: "إن ثقة المزارعين والتعاونيات الزراعية في هذا الصدد يمكن أن تؤدي إلى نتائج فعالة ومفيدة".
وأشاد بيزيزكيان بالجهود والإجراءات المتخذة خلال فترة عمل وزارة الجهاد الزراعي في الحكومة الرابعة عشرة، وقال: "إن الإجراء الأهم الذي يجب استكماله هو إجراء تعداد دقيق لمنظومة البيانات الزراعية والمائية والتربة في البلاد". نحن بحاجة إلى معرفة ما لدينا بالضبط وكيفية استغلاله على النحو الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة. إن النهج العادل، وتعزيز وتشجيع العلاقات بين القطاعات، وتعظيم المشاركة العامة، وتوظيف المعدات والتقنيات الجديدة والمناسبة، كلها عوامل يمكن أن تساعدنا في تحقيق أهدافنا.
وأكد الرئيس على ضرورة تسريع تركيب الألواح الشمسية لتوفير الكهرباء للآبار الزراعية، مشيرا إلى ضرورة توضيح للمزارعين أن الإفراط في استخراج المياه من الموارد الجوفية من شأنه أن يعرض وظائفهم وسبل عيشهم في المستقبل للخطر، وبطبيعة الحال، تقديم أي مساعدة ودعم ضروريين لهم لتحسين إنتاجية المياه. دعوة الجامعات والخبراء وحتى أصحاب المصلحة في هذا القطاع للمشاركة للتغلب على مشاكل هذا المسار بشكل أسرع وأسهل.
كما ذكر بيزيكيان فوائد توفير البروتين من البحر، بما في ذلك الصحة، وانخفاض تكاليف الإنتاج، واستدامة الإنتاج، وقال: "في إطار تطوير اقتصاد قائم على البحر، يجب أيضًا فحص وقياس قدرات التنمية الزراعية وضمان الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للخطر بالقرب من البحر بعناية".
وأشار الرئيس أيضاً إلى أجزاء من التقارير المقدمة بشأن تنظيم سوق توزيع المنتجات الزراعية، والتركيز على القضاء على الوسطاء وتوفير المزيد من الأرباح للمنتجين، وأضاف: "هذا إجراء مناسب للغاية يعزز الاقتصاد الزراعي ويمهد الطريق لمزيد من إجراءات الإصلاح في هذا المجال".
وأكد بزشكيان على ضرورة الاستفادة من قدرات الناس، وقال: "أنا شخصيا أؤمن بقدرة الناس على حل المشاكل، وأطلب منكم أن تؤمنوا بهذه القدرات وتحاولوا إعطاء الناس منصة للعب دور". وتظهر لنا التجربة أنه إذا جاء الناس، وخاصة أصحاب المصلحة، إلى الواجهة، فسوف يتم حل المشاكل بسهولة وسرعة وبشكل أكثر جوهرية.
قبل كلمة الرئيس، ألقى الوزير والنواب والمديرون ورؤساء الدوائر المختلفة التابعة لوزارة الجهاد الزراعي، بالإضافة إلى مديرين عامين للجهاد الزراعي في المحافظات، كلمات شرحوا فيها أعمالهم وبرامجهم ومطالبهم.
ارسال تعليق